في مختبر شديد الحراسة في شنتشن، يعمل فريق من العلماء الصينيين على اختبار نموذج أولي لماكينة الطباعة الحجرية المستخدمة في صناعة الرقائق، في خطوة هامة تُعد اختراقًا للقيود الغربية التي تحظر على بكين امتلاك مثل هذه المعدات. ماكينات الطباعة الحجرية - تُعدّ ماكينات الطباعة الحجرية بالأشعة فوق البنفسجية (EUV) جوهر الحرب التقنية بين بكين وواشنطن، حيث تُستخدم هذه الماكينات لحفر الدوائر الكهربائية على الرقائق بدقة فائقة، ما يجعلها أساسية لتصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي والجوالات والأنظمة العسكرية المتقدمة. حظر أمريكي - تُعد شركة "إيه إس إم إل" الهولندية الوحيدة في العالم القادرة على إنتاج ماكينات الطباعة الحجرية المتقدمة، وتبلغ تكلفة معداتها نحو 250 مليون دولار، وتتوفر فقط لحلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك تايوان وكوريا الجنوبية واليابان، وهي محظورة على الصين. تقدم صيني - ذكرت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" نهاية الأسبوع الماضي، أن فريقًا من المهندسين السابقين لدى "إيه إس إم إل" تمكنوا من بناء ماكينة الطباعة الحجرية بالأشعة فوق البنفسجية عبر الهندسة العكسية وباستخدام قطع غيار معدات الشركة الهولندية، والتي تحصل عليها عبر أسواق السلع المستعملة وتفكيك الماكينات القديمة. التقنية الصينية - النموذج الأولي الصيني قادر على توليد الضوء فوق البنفسجي المتطرف بكفاءة، ولكنه لا يزال قيد التطوير ولم ينتج رقائق إلكترونية بعد، رغم أنه أقل دقة وأكبر حجمًا من الماكينات التابعة لـ "إيه إس إم إل". أهمية الاختراق - رغم أن النموذج الأولي الصيني لا يزال أقل كفاءة من ماكينات "إيه إس إم إل"، إلا أنه يُعد اختراقًا هامًا للصين، فما كان بالأمس مستحيلًا أصبح اليوم ممكنًا، حيث قال الرئيس التنفيذي لصانعة معدات أشباه الموصلات الهولندية "كريستوف فوكيه" في أبريل الماضي، إن بكين تحتاج إلى سنوات طويلة لتطوير هذه التقنيات. تتويج الجهود الحكومية - يُعد هذا الإنجاز تتويجًا لمبادرة حكومية استمرت لسنوات عديدة، فبينما كانت أهداف الصين في مجال أشباه الموصلات معلنة، جرى تنفيذ مشروع شنتشن لماكينات الطباعة الحجرية سرًا بالتنسيق بين الشركات والمعاهد البحثية. الطموح الصيني - تسعى بكين لتصنيع رقائق متقدمة باستخدام ماكينات محلية بحلول عام 2028، وذلك بالتعاون مع شركات التكنولوجيا الكبرى في البلاد، حيث تقود "هواوي" تنسيق جهود شبكة من الشركات والمعاهد البحثية في جميع أنحاء البلاد. التحديات التقنية - لا تزال الصين تواجه تحديات كبيرة في استنساخ الأنظمة البصرية فائقة الدقة ودمجها في الطابعات، كما تحتاج البلاد لتطوير سلسلة توريد محلية لدعم التصنيع على نطاق واسع إلى جانب استخدام هذه الماكينات في سلسلة الإنتاج. خطط بديلة في الوقت الذي يركز فيه المشروع على الهندسة العكسية للماكينات القديمة، تستكشف الصين أيضًا تقنيات بديلة مثل الطباعة الرباعية، التي حصلت فيها "هواوي" على براءة اختراع عام 2022، ما قد يسرع الوصول إلى تصنيع رقائق بدقة 2 نانومتر. الخاتمة - في النهاية، لا يُمثل النموذج الأولي الذي طورته الصين قفزة كافية في صناعة معدات أشباه الموصلات، إذ لا تزال تواجه عدة صعوبات، كما لم يتم استخدام النموذج في إنتاج الرقائق، ومع ذلك، يشكل هذا الاختراق نقطة انطلاق مهمة يمكن لبكين البناء عليها لتسريع جهودها نحو تصنيع رقائق محلية متقدمة في المستقبل القريب. المصادر: أرقام – رويترز – ساوث تشاينا مورنينج بوست