كشفت دراسة من جامعة روكفلر الأمريكية أن جين «Homer 1» يسهم في تحسين القدرة على التركيز وتعزيز الانتباه. وأظهرت التجارب التي أجراها باحثون في الجامعة، أن تقليل مستويات جزأين محددين من هذا الجين في قشرة الفص الجبهي لدى الفئران، يؤدي إلى خفض «الضوضاء» العصبية المحيطة، ما يمنح الدماغ قدرة فائقة على تصفية المشتتات واكتشاف المعلومات الجوهرية بدقة وسرعة أكبر. وهذا يسهم في علاج اضطرابات الانتباه، فبينما تعتمد الأدوية المنشطة الحالية على تعزيز النشاط في الدوائر العصبية، يقترح البحث الجديد نهجاً علاجياً يعتمد على «تسكين» الخلايا العصبية، لتكون أكثر انتقائية في استجابتها. ووجد الفريق البحثي، بقيادة البروفيسورة بريا راجاسيثوباثي، أن انخفاض مستويات البروتين يحفز مستقبلات الجين «GABA» التي تعمل كوابح جزيئية للجهاز العصبي، ما يخلق حالة من الهدوء الذهني تسمح للخلايا العصبية بالنشاط فقط عند ظهور إشارات مهمة. وأوضحت الدراسة أن تأثير هذا الجين يظهر بوضوح خلال مراحل النمو المبكرة، إذ أثبتت التجارب أن تعديل مستوياته في الفئران اليافعة أحدث طفرة في أدائها السلوكي، بينما لم يظهر التأثير ذاته في الفئران البالغة. ويمهد هذا الاكتشاف الطريق لتطوير جيل جديد من الأدوية التي تستهدف أجزاء دقيقة في جين «Homer 1»، ما يوفر حلولاً علاجية ليس فقط لمرضى نقص الانتباه، بل لمجموعة من اضطرابات النمو العصبي المرتبطة بالارتباك الحسي مثل التوحد والفصام.