كشفت صحيفة «تايمز» البريطانية، عن أن دولة الإمارات وتحديداً دبي وأبوظبي، أصبحت الوجهة الأبرز للأثرياء غير المقيمين ضريبياً في بريطانيا بعد إلغاء نظام ال«Non-Dom»، في تحول كبير أعاد رسم خريطة سوق العقارات الفاخرة في لندن.
ويقدّر عدد المستفيدين سابقاً من هذا النظام بنحو 68 ألف شخص، غادر منهم ما يصل 1,800 شخص البلاد منذ إنهائه.
بحسب تحليل للصحيفة استند إلى بيانات مبيعات رسمية، فإن 65% من القصور والشقق الفاخرة التي بيعت بقيمة تتجاوز 15 مليون جنيه إسترليني خلال عام 2025، تعود لمالكين غير مقيمين ضريبياً غادروا المملكة المتحدة لتفادي أعباء ضريبية مرتفعة، وكان معظمهم قد انتقل للإقامة الدائمة في دبي وأبوظبي، إضافة إلى مدن مثل ميلانو وموناكو وجنيف.
وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء الأثرياء، بعد بيع منازلهم الضخمة في لندن، استبدلوا نمط الإقامة الدائمة بالاستقرار في الإمارات، مع الاحتفاظ أحياناً بعقارات أصغر في بريطانيا لاستخدامها خلال زيارات محدودة، في وقت تشهد فيه دبي طفرة غير مسبوقة في مبيعات العقارات الفاخرة مقارنة بتراجع واضح في لندن.
المستفيد الأكبر
وتبرز الإمارات في التقرير ليس فقط وجهة إقامة، بل كجزء من معادلة استثمارية عالمية جديدة. فبينما يغادر الأثرياء لندن، يعود جزء كبير منهم كمشترين غير مباشرين عبر أسواق أخرى، أو عبر كيانات استثمارية مسجلة خارج بريطانيا، في ظل بيئة ضريبية أكثر استقراراً في دبي وأبوظبي.
ويقول جيريمي غي، المدير العام لشركة «بيوشامب إستيتس» العقارية، إن الانتقال إلى دبي بات خياراً رئيسياً للأثرياء البريطانيين، في وقت يشهد فيه سوق لندن استبدال المقيمين الدائمين بمشترين أجانب يستخدمون العقارات منازل للعطلات فقط.
من يشتري قصور لندن؟
في المقابل، أوضحت الصحيفة أن المشترين العرب باتوا الفئة الأكبر في سوق العقارات التي تفوق قيمتها 15 مليون جنيه، إذ شكّلوا 25% من إجمالي الصفقات في 2025، ارتفاعاً من 20% في العام السابق، مستفيدين من خصومات قياسية وصلت إلى 7.6% في سوق يعاني الركود.
وبلغت حصة الأمريكيين 20%، فيما شكّل الهنود ومشترو جنوب آسيا نسبة مماثلة، والصينيون وهونغ كونغ 13%، بينما لم تتجاوز حصة البريطانيين 12%. وعلى الرغم من هذا الحضور العربي القوي، يوضح التقرير أن النمو لا يأتي بالضرورة من مواطنين إماراتيين أو سعوديين، بل من أثرياء من الهند وباكستان واليمن ولبنان يقيمون حالياً في الإمارات أو السعودية، ويشترون عقارات فاخرة في لندن كمنازل ثانية.
وتُظهر البيانات أن هؤلاء المشترين أصغر سناً من نظرائهم في السابق، وتتراوح أعمارهم بين أواخر العشرينات ومنتصف الأربعينات، وينتمي كثير منهم إلى قطاعات التكنولوجيا أو إلى عائلات حاكمة.
وعلى الرغم من ركود السوق الفاخرة في لندن إجمالاً، فإن العقارات المباعة في 2025 كانت أكبر وأكثر قيمة مقارنة بعام 2024، إذ بلغت قيمة الصفقات ال41، نحو 1.04 مليار جنيه إسترليني، مقابل 856.5 مليون جنيه ل40 صفقة في العام السابق. إلا أن الأرقام تبقى دون مستويات عام 2023، حين بيعت 54 وحدة فاخرة بقيمة إجمالية بلغت 1.3 مليار جنيه.
وخلال العامين الماضيين، عانت سوق لندن الفاخرة تباطؤا ملحوظاً نتيجة تغييرات ضريبية متعددة، من بينها ارتفاع رسوم الدمغة التي قد تصل إلى 19% على مشتريات المنازل الثانية للأجانب، إلى جانب مضاعفة ضريبة المجلس المحلي على هذه العقارات.
189 صفقة
وتُظهر بيانات «نايت فرانك» أن مبيعات المنازل التي تفوق قيمتها 10 ملايين دولار في لندن، تراجعت من 316 صفقة في 2021 إلى 189 صفقة في 2025، مع انخفاض القيمة الإجمالية من 5.76 مليار دولار إلى 3.88 مليار دولار. كما سجل مؤشر الأسعار الفاخرة تراجعاً سنوياً بنحو 3.6%، لتحتل لندن المرتبة 41 من أصل 46 مدينة عالمية.
وبرزت «بلغرافيا» كأكثر الأحياء جذباً للصفقات الكبرى هذا العام، مع ثماني صفقات تفوق 15 مليون جنيه.
طفرة غير مسبوقة في مبيعات عقارات دبي الفاخرة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
