يمكن قراءة الجزء الأول من المقال 

Pico Park 2

تجعل الأخطاء الفردية تعيد ضبط المرحلة كاملة

• تعتمد المراحل الأساسية على العمل الجماعي فقط.
• تقدم ألغازًا منسقة على امتداد التجربة.

تمثل لعبة Pico Park 2 نتيجة دمج لعبة غضب مع لعبة تعاونية. يشق اللاعبون طريقهم عبر مراحل متعددة، تحمل كل مرحلة فكرة أو لغزًا بسيطًا جدًا للحل، غير أن الهدف الفعلي لا يمثل سوى نصف التحدي، إذ تكمن الصعوبة الرئيسية في العمل معًا بتناغم كامل. تتكيف المراحل مع عدد اللاعبين المشاركين. يظل كل فرد مهمًا دائمًا، مع أزراره الخاصة ومنصاته التي يقفز عليها وأدواره التي يؤديها للوصول إلى نهاية المرحلة. تكاد تخلو اللعبة من الآليات المعقدة، ولا يوجد سوى أزرار الحركة والقفز، مما يسمح حتى للاعبين الأقل اعتيادًا على وحدات التحكم بالشعور بأنهم جزء أساسي من الفريق.

تبدأ المراحل بصورة بسيطة، مانحة اللاعبين بعض الفجوات للقفز أو ألغازًا سهلة للحل، ثم يجدون أنفسهم مع مرور الوقت أمام تحديات أصعب فأصعب تختبر قدرتهم على التعاون وصبرهم معًا. قد تعيد الإخفاقات المجموعة إلى بداية المرحلة فقط، وكثير من هذه المراحل قصير للغاية، إلا أن تكرار القفزات أو الألغاز نفسها مرارًا يصبح مزعجًا ومضحكًا في الوقت ذاته. يجلب كل ضحك فرصة أكبر لوقوع الأخطاء، مما يولد لحظات طريفة إضافية، ويخلق حلقة مثالية من الغضب والبهجة تكاد لا تتوقف حتى تنتهي اللعبة أخيرًا.

Lovers In A Dangerous Spacetime

تضع اللاعبين في قيادة سفينة فضائية كاملة

• يتقاسم كل لاعب دورًا مشتركًا متساوي الأهمية.
• تتطلب تعدد المهام والعمل الجماعي لتحقيق النجاح.

تُبنى لعبة Lovers in a Dangerous Spacetime بالكامل على الثقة والتواصل واتخاذ القرارات في أجزاء من الثانية. يتحكم اللاعبون في سفينة فضائية نيونية كطاقم غير متجانس، لكن بدل امتلاك كل شخص دورًا ثابتًا، يتعين على الجميع التنقل باستمرار بين المحطات، فيجد اللاعب نفسه يطلق الأسلحة في لحظة ثم يقود المركبة بأكملها بعيدًا عن الخطر في اللحظة التالية. لا يستطيع أي لاعب احتكار مهمة واحدة، مما يجبر المجموعة بأكملها على التحدث والارتجال تحت الضغط، ويمنح أسلوب اللعب طابعًا تعاونيًا فريدًا يصعب على ألعاب أخرى كثيرة تحقيقه.

تتجلى أسباب تميز اللعبة في سرعتها في خلق لحظات مثيرة يمكن مشاركتها مع الجميع. قد تقترب مركبة فضائية معادية من الجنوب فجأة، فتحتاج الدروع إلى إصلاح أو يتطلب الأمر تشغيل المدافع فورًا. إذا تمكن اللاعبون من النجاة، سيشعرون وكأنهم عاشوا مهمة فضائية حقيقية نجوا منها معًا. تقدم كل مرحلة تحديًا جديدًا للمجموعة، وبفضل سهولة فهم عناصر التحكم والآليات، يشعر اللاعبون الجدد بالراحة منذ البداية، مع توفر فرص كافية للاعبين ذوي الخبرة للاستمتاع دون الإحساس بأنهم يتحملون عبء الفريق بأكمله. عند نهاية الجلسة، لا يغلق اللاعبون لعبة عابرة، بل يحتفلون بإنجازات مشتركة قد لا ينسون الكثير منها أبدًا.

Human Fall Flat

تجعل الكوميديا تكتب نفسها بنفسها

• تعتمد على حل المشكلات القائم على الفيزياء.
• لا تقدم حلولًا سهلة، بل حلولًا محرجة ومضحكة.

تُعد لعبة Human Fall Flat عملاقًا في مجال الألعاب التعاونية، إذ تجاوزت مبيعاتها خمسين مليون نسخة، ويسهل إدراك السبب. يتحكم اللاعبون بشخصيات مترنحة قادرة على تحمل معظم الصدمات والارتطامات، ويستخدمونها للتنقل عبر مراحل متعددة تتميز ببيئات وألغاز فريدة تتطلب العمل الجماعي في جميع الأوقات. تنبع جاذبية اللعبة من الطرافة في كل حركة. لا يهم مدى مهارة اللاعب، إذ يظل دائمًا يتمايل ويكافح حتى للحفاظ على توازنه، مما يولد سيلًا لا ينتهي من المواقف المضحكة التي تبدو طبيعية وشخصية تمامًا لكل جلسة.

تقدم اللعبة عددًا هائلًا من المراحل للاختيار، بعضها موجود داخل اللعبة نفسها وبعضها الآخر يأتي من ورشة المجتمع، مما يمنح المجموعة فرصًا إضافية للتعثر حتى الوصول إلى النهاية. يضحك اللاعبون لساعات طويلة بسبب الحركة وحدها، غير أن تحت هذا المظهر البسيط تكمن سلسلة من الألغاز والمقاطع التعاونية التي تجبر اللاعبين على الإمساك بأيدي بعضهم بعضًا وأحيانًا سحب بعضهم حرفيًا عبر خط النهاية. رغم هذا المظهر الساذج، تقدم اللعبة تجربة فريدة يمكن لأي شخص الاستمتاع بها، وتحول أمسية واحدة إلى ماراثون من الضحك والابتسامات يمتد حتى وقت متأخر من الليل.