رجال الأعمال لم يتفقوا مع سياسات «العمال الجديد» الهجرة لا تتعلق فقط بالضرائب بل أيضاً بتكاليف المعيشة المرتفعة نشر موقع «لندن لوفز بزنس» مقالاً للكاتب ورجل الأعمال البريطاني تشارلي مولينز، رئيس مجلس إدارة شركة ويفكس، دعا فيه الشباب البريطاني الطموح إلى اتخاذ قرار جريء بالانتقال إلى دبي بحثاً عن فرص أفضل للحياة والعمل، في ظل ما وصفه بتراجع بيئة الأعمال والطموح في المملكة المتحدة.قال مولينز إن عبارة «اذهب إلى حيث يتم تقديرك» باتت تتردد في ذهنه منذ فوز حزب العمال في الانتخابات العامة في عام 2024، مشيراً إلى أن شعور القلق الحالي يختلف عما كان عليه الوضع عند وصول توني بلير إلى رئاسة الحكومة عام 1997. وأضاف أن رجال الأعمال، حتى أولئك الذين لم يتفقوا مع سياسات «العمال الجديد»، كانوا يشعرون آنذاك بأن مساهماتهم الاقتصادية محل احترام، وهو ما يرى أنه اختفى اليوم.وانتقد مولينز سياسات حكومة كير ستارمر، معتبراً أنها تتعامل مع النجاح وريادة الأعمال بعين الشك، وهو ما دفعه إلى توجيه نصيحة مباشرة للشباب البريطاني: «اتخذوا خطوة جريئة وانتقلوا إلى دبي». مبادرة لاستقطاب المواهب أوضح مولينز أنه يجري حالياً محادثات مع قادة أعمال ومقيمين وأطراف إماراتية لإطلاق برنامج يهدف إلى استقطاب المواهب الشابة من المملكة المتحدة، عبر تسريع إجراءات الإقامة والتأشيرات، وتقديم دعم في السكن، وربط المشاركين مباشرة بوظائف تحتاجه إليها دبي للحفاظ على وتيرة نموها السريع. وأكد أن دبي تقدم بيئة تشجع المبادرة وتكافئ العمل الجاد. نزيف عقول أشار مولينز إلى أن موجة الهجرة لم تعد مقتصرة على أصحاب الثروات، موضحاً أن تقديرات مؤسسات عالمية مثل «هنلي أند بارتنرز» تشير إلى مغادرة ما بين 9,500 و10 آلاف مليونير بريطاني البلاد خلال 2024.لكن الأخطر، بحسب مولينز، هو انتقال الظاهرة إلى العمالة الماهرة والخريجين والحرفيين والمهنيين الشباب. ففي العام المنتهي في يونيو 2025، هاجر نحو 172 ألف بريطاني على المدى الطويل.وأوضح أن دوافع الهجرة لا تتعلق فقط بالضرائب، بل أيضاً بتكاليف المعيشة المرتفعة وضيق الفرص المهنية، محذراً من تكرار سيناريوهات سابقة استفادت فيها دول مثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا من الكفاءات البريطانية. دبي مركز الجذب الجديدوصف مولينز الخليج العربي، ودبي تحديداً، بأنه أصبح المركز الجاذب للمواهب العالمية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات نجحت خلال أقل من 50 عاماً في بناء مدن عالمية تنافس سنغافورة وهونغ كونغ ونيويورك في مجالات الابتكار والتمويل والتقنية والخدمات اللوجستية.وأضاف أن فلسفة الإمارات تقوم على دعم المبادرة: «أرِنا ماذا تستطيع أن تفعل»، وليس «كم يمكن أن نقتطع منك ضرائب»، مؤكداً أن دبي تحترم الطموح وتكافئ الإنجاز، على عكس ما وصفه بمناخ الشك تجاه النجاح في بريطانيا. برنامج مسار سريعاقترح مولينز إطلاق برنامج مسار سريع للمواهب يربط بين الكفاءات البريطانية والفرص المتاحة في دبي، مع ضمان وظائف في قطاعات تشهد طلباً مرتفعاً مثل التكنولوجيا، والهندسة، والحِرف، والضيافة، والخدمات اللوجستية، والتمويل، إضافة إلى خدمات دعم الانتقال والسكن.وختم بالقول إن ما قد يستغرق سنوات من اللجان والمشاورات في بريطانيا، يمكن إنجازه بسرعة في دبي، «لأن القرارات عندما تُتخذ هنا، يتم تنفيذها فوراً».