أحمد نادر الهاشمي (15 عاماً)، عازف بيانو وملحن موهوب، من فئة التوحد، ويُعد أول طفل إماراتي من ذوي الإعاقة يؤلف مقطوعات موسيقية، ويشارك بالعزف، داخل الدولة وخارجها، ويقف بجوار كبار النجوم في العالم العربي.
نجح الموسيقار الصغير في تحدّى كل الصعوبات التي واجهته، وفي مقدمتها القبول المجتمعي، ووجد في الألحان الموسيقية وسيلة فعالة للتعبير عن نفسه، وإيصال مشاعره وموهبته إلى الجميع.
ظهرت موهبة أحمد الهاشمي مبكراً، حينما بدأ يعزف على البيانو بعض المقطوعات والألحان التي تلتقطها أذنه بشكل فوري، ومن دون تعليم أوتدريب، ما لفت نظر أسرته إلى موهبته، بخاصة والدته، إيمان العليلي، الجندي المجهول، والداعم الأساسي له في مشواره الذي نجح من خلاله في إلهام أقرانه من ذوي الإعاقة.
وفي السطور التالية نتعرف أكثر إلى موهبة أحمد الهاشمي الموسيقار الصغير، وأهم إنجازاته وطموحاته، ودور والدته في دعمه.
يعتز أحمد الهاشمي بموهبته، ودور الموسيقى المحوري الذي غيّر حياته قائلاً: عانيت كثيراً في طفولتي صعوبة التواصل الاجتماعي مع المجتمع، والتعبير عن مشاعري بالكلمات، إلى جانب صعوبة الانخراط في النظام التعليمي التقليدي، ما دفعني إلى البحث عن وسيلة للتعامل مع الآخرين بلغة مشتركة تعبّر عني، وتخاطب الجميع. وعن اختيار العزف على البيانو بالتحديد يقول:
أحببته بسبب الأصوات المختلفة التي يصدرها، والعديد من المفاتيح التي يمكن استخدامها، وتعلمت لغة الموسيقى والعزف قبل الكلام، وأصبحت وسيلتي للتعبير عن ذاتي، فالعزف على هذه الآلة سمح لي بالاتصال بالعالم.
ويضيف: مقطوعة «عالم مختلف» هي أول مؤلفاتي، وتتحدث عن حياتي كمتوحد، وتجعلني أشعر بأنني أستطيع وصف مشاعري.
وفي ما يخص المشاعر يقول عمّا يحس به بعد كل حفل: أشعر بسعادة عارمة عندما أجد تشجيع وهتاف الجمهور بعد أداء أحد مؤلفاتي على البيانو، فالبيئة الداعمة لموهبتي التي تشعرني بالقبول والحب تزيدني حماساً وشغفاً، وتحفزني على الاستمرار.
يحلم أحمد الهاشمي بأن أصبح أشهر عازف بيانو وملحن إماراتي مصاب بالتوحد، في العالم، ليظهر له كله كيف يمكن لأمثاله أن يكونوا ناجحين ومؤثرين، كما يتمنى أن يحصل كل أقرانه في العالم على الدعم الذي يحتاجون إليه من مجتمعاتهم عبر إظهار الاحترام، الفهم، التقدير، والاندماج مثلما يحدث في الإمارات.
الأم: الوعي والصبر والثقافة أدوات الدعم
تحدثنا والدة أحمد، الكاتبة إيمان العليلي، عن تجربتها في دعم موهبته وتحفيزه قائلة:
كان من الصعوبة اكتشاف هذه الموهبة في البداية، فلم يكن يستطيع الكلام، وحاولت التواصل معه بعدة طرق، وأن أشاركه اللعب في بعض الألعاب، وحاولت تعليمه بعض الهوايات، مثل السباحة والرسم، ثم اكتشفنا مصادفة موهبته في العزف على البيانو، عندما عزفت له أغنية في عمر 5 سنوات وفوجئت به يعزفها بمجرد سماعها مرة واحدة.
وتتابع: بعدها بدأنا بالاهتمام بتعليمه وتدريبه، وتصوير موهبته في العزف والموسيقى لتحفيزه، وأكثر الصعوبات كانت في تدريبه على التركيز والجلوس لدقيقة واحدة، لكنه الآن، وبعد التدريبات المكثفة والمواظبة عليها أصبح قادراً على الجلوس لساعات طويلة، يعزف ويتدرب وهو في قمّة التركيز.
وعن حجم الصعوبات التي واجهتها في تعليم أحمد، قالت الأم: المناهج الدراسية وأساليب التعلّم لأصحاب الهمم تختلف عن باقي الأطفال، فكلّ على حسب قدراته، ولذلك فمنهجه الدراسي يُعدل ليناسب قدراته، وتقع مسؤولية كبيرة على عاتق الأهل في معاونة الطفل، وتأهيله دراسياً، والأمر يحتاج إلى كثير من الوعي، والصبر، والثقافة، وحالياً، هو في مدرسة للدمج، وترافقه معلّمة خاصة لمساعدته على التواصل والفهم، مثل باقي أقرانه بالصف.
وفي رأيي، أن كل أم يجب أن تكون هي الأساس في تعليم صغارها، وتكون مثل الجندي في المعركة التي يخوضها ابنها للتصدي للتوحد. كنت أبحث عن المعرفة، داخل مؤسسات الدولة وخارجها ولم أستسلم لجهلي بهذا المرض، ولجأت للأبحاث وورش العمل، والدراسة، والبحث، والسفر إلى عدة دول، لتعلّم كيف أتعامل مع ابني.
وعن تطور مهارات أحمد تقول إيمان العليلي: يتعلم البيانو مع اثنين من المدرسين، معلم يزوره في البيت، ومعلمة تشرف عليه في المدرسة، بهدف تعليمه كل أنواع الموسيقى، العالمية والعربية، كما شارك في العديد من الفعاليات، داخل الدولة وخارجها، وحصل على جوائز عدّة، فالموسيقى في حياته أصبحت مستقبلاً ومهنة، ولم تعُد مجرّد هواية.
وبلسان ابنها وأقرانه، تقول إيمان العليلي إنه يتمنى قبوله من المجتمع، وأن يحصل على الحب والتقدير ممن حوله، وألا يتعرض، هو أوغيره، إلى أيّ تنمّر، فالتوحّد ليس نهاية العالم.
وتلفت إلى مشاركة أحمد في أكثر من 50 مسابقة، محلية ودولية، واستضافته في دار الأوبرا المصرية ليعزف بمصاحبة الفنان الكبير علي الحجار.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
