أكد الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، رئيس نادي أبوظبي الزراعي، أن الزراعة في دولة الإمارات تمثل ركيزة أساسية للأمن الغذائي والاستدامة، مشدداً على أن جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، أسهمت بشكل مباشر في إحداث نقلة نوعية في وعي المزارعين، وتشجيع الشباب على دخول القطاع الزراعي بروح ريادية قائمة على الابتكار والتقنيات الحديثة. وجاء ذلك خلال جلسة حوارية عقدت في مقر جناح جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي في مهرجان الشيخ زايد، بمنطقة الوثبة في أبوظبي وتحدث خلالها الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، عن تجربته في القطاع الزراعي وأهمية تعزيز الابتكار في هذا القطاع.حضر الجلسة الحوارية، الشيخ المهندس سالم بن سلطان بن صقر القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني رئيس مجلس إدارة مطار رأس الخيمة الدولي رئيس مجلس إدارة (ون هايف) لإنتاج العسل وموزة سهيل المهيري، نائب المدير العام للشؤون التنظيمية والإدارية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، رئيس اللجنة العليا المنظمة لجائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، وأحمد خالد عثمان، نائب المدير العام للشؤون التشغيلية بالإنابة في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وعدد من المسؤولين والخبراء والمزارعين ورواد الأعمال الشباب، وتناولت الجلسة عدة محاور أبرزها مستقبل الزراعة في الدولة، وأهمية الاستدامة، ودور الجوائز الوطنية في تحفيز الابتكار الزراعي، إضافة إلى استعراض التجارب العملية للمزارعين الإماراتيين.وخلال الجلسة التي أدارها مبارك القصيلي المنصوري، رئيس لجنة المهرجانات والمسابقات المصاحبة في جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، قال الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، في مستهل حديثه إن فكرة تأسيس نادي أبوظبي الزراعي لم تكن مبادرة فردية؛ بل نتاج شغف جماعي لدى المزارعين بتبادل المعرفة والخبرات، موضحاً أن بداياته الشخصية في الزراعة كانت مملوءة بالتحديات، وأن التجربة والسؤال، والاحتكاك بالمزارعين، كانت مفاتيح النجاح والتطور، مشيراً إلى أن هذه التجارب شكلت الدافع لإنشاء منصة تجمع المزارعين تحت مظلة واحدة لتبادل الخبرات وتوحيد الجهود.وأوضح أن النادي أصبح اليوم مجتمعاً زراعياً متكاملاً، يضم مئات الأعضاء من مختلف التخصصات الزراعية، مشيراً إلى أن هذا التنوع أسهم في خلق بيئة ثرية للتعلم والتطوير، وساعد على نشر أفضل الممارسات الزراعية في مختلف مناطق الدولة.وتطرق خلال الجلسة الحوارية، إلى مفهوم الاستدامة، مؤكداً أن الزراعة المستدامة ليست مفهوما مستحدثاً؛ بل هي ممارسة متجذرة في ثقافة المجتمع الإماراتي منذ القدم، حيث كان يتم استغلال الموارد بالكامل من دون هدر، مشيراً إلى أهمية توظيف التقنيات الحديثة للمحافظة على الموارد الطبيعية، وفي مقدمتها المياه والتربة.وأكد أن دولة الإمارات، نجحت في تجاوز التحديات البيئية والمناخية بفضل تبني تقنيات الزراعة الحديثة، مثل الزراعة المائية والبيوت البلاستيكية، التي تعمل بالطاقة الشمسية وتسهم في خفض استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 90%، مشيراً إلى أن هذه الإنجازات تأتي امتداداً لرؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بإمكانات الأرض والإنسان على الرغم من التحديات. وأوضح أن الجائزة لم تقتصر على التكريم فقط؛ بل أسهمت في خلق حراك زراعي متجدد، وزيادة عدد المزارعين الشباب، وتحفيز المنافسة الإيجابية في تبني الحلول الذكية والمستدامة.وقال إن العديد من الشباب أكدوا له أن دخولهم المجال الزراعي جاء نتيجة متابعتهم للبرامج والمبادرات المرتبطة بالجائزة، وما لمسوه من اهتمام حكومي حقيقي بالمزارعين، مشيراً إلى أن هذا النوع من الدعم المعنوي يوازي في أهميته الدعم الفني والمادي.وتناول الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان دور الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مؤكداً أنها عنصر أساسي في تطوير المنظومة الزراعية؛ حيث تعمل الجهات الحكومية على وضع السياسات والدعم، فيما تسهم الشركات الخاصة في الإنتاج والتسويق وتبني التقنيات الحديثة، ما أوجد منظومة متكاملة تشمل المزارع الكبيرة والصغيرة على حد سواء.واستعرض التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، مؤكداً أن الحل يكمن في تبني التقنيات الحديثة والابتكارات الرقمية لرفع كفاءة وجودة الإنتاج، مشيراً إلى التحول الجذري في ثقافة المزارعين نحو الزراعة الذكية، وتوجه الدولة خلال العقد المقبل لتعزيز الاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي والأنظمة المؤتمتة لضمان استدامة الموارد الزراعية.وعقب الجلسة الحوارية، قام الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، يرافقه الشيخ المهندس سالم بن سلطان بن صقر القاسمي وموزة سهيل المهيري وأحمد خالد عثمان وعدد من المسؤولين، بجولة في جناح جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، حيث اطلع على محتويات الجناح والفعاليات المصاحبة للمهرجان وما يقدمه من عروض تفاعلية توثق مسيرة الجائزة، وفئاتها، وقصص النجاح للمزارعين والمبتكرين الفائزين.