في ليلة استثنائية من ليالي الطرب في دبي، وبرعاية مهرجان دبي للتسوق، تحول مسرح «أوبرا دبي» إلى منارة تصدح بالنغم الأصيل، الليلة قبل الماضية، إذ جمعت بين الإبداع العربي على مسرح مشترك وسهرة غنائية واحدة، جمعت بين المطربة مي فاروق، و«أمير الغناء العربي» الفنان هاني شاكر، في الوقت الذي لم يكن هذا اللقاء الثنائي الأول في دبي مجرد حفل موسيقي، بل أشبه «بالتظاهرة الثقافية» التي أعادت الاعتبار لزمن الطرب الجميل.
ومنذ اللحظات الأولى للحفل، كان من الواضح أن الجمهور على موعد مع «سحر من نوع خاص»، عبر مي فاروق، وهاني شاكر الذي يجسد مدرسة الرومانسية الراقية، بصوته الرخيم الذي لم يزده الزمن إلا إحساساً، وبتاريخه الفني الممتد الذي شكل جزءاً من تاريخ ووجدان الفن العربي.
وفي الوقت الذي اقتسم الفنانان توقيت الحفل الذي امتد لما يقارب الثلاث ساعات، افتتحت مي فاروق النصف الأول منه، لتقدم أغاني تحت قيادة المايسترو مصطفى أبوشفة، وتسرق الأنظار بخفة ظل وعفوية، مخاطبة جمهورها بالقول: «أنا مش متعودة أتكلم أول ما أطلع على المسرح، لكن أخيراً العقدة اتفكت، وجئت للمرة الأولى اليوم للغناء في دبي» معلنة عن سعادتها الغامرة بإطلالتها الأولى على مسرح دبي أوبرا.
وتضمنت وصلة مي فاروق مفاجآت فنية، إذ قدمت «افتكرلك إيه» لملحنها عمرو مصطفى، وهي الأغنية التي كانت قد أحدثت ضجة كبرى في الأوساط الموسيقية لارتباطها بتجربة «الذكاء الاصطناعي»، لتؤكد مي من على خشبة المسرح أن الإحساس البشري هو الباقي والأقوى.
كما أطربت النجمة الحضور بأغنية «تاريخي مع الحياة»، ثم تابعت بأغنيات «ميزني»، و«ضحكت فجأة»، و«يا شمس يا منورة»، ثم تنقلت مي فاروق بين كنوز الزمن الجميل، لتشدو بـ«عيون القلب» حاملة جمهورها نحو عالم من الذكريات والحنين، وبأغاني «مالي وأنا مالي» و«موعود» و«ودارت الأيام» و«ألف ليلة وليلة»، مختتمة المشهد وسط هتافات الجمهور وتصفيقه الحار الذي ملأ أرجاء الأوبرا، بـ«أنت عمري» في ليلة حفلت بروائع الطرب العربي الأصيل.
وبعد وصلة مي فاروق، صعد «أمير الغناء العربي» إلى خشبة «دبي أوبرا»، ليتسلم قيادة النصف الثاني من السهرة، لتضج القاعة بعاصفة من التصفيق، ترحيباً بقامة فنية شكلت بصوتها وحضورها، أهم ملامح المدرسة الرومانسية في الغناء، وبدأ شاكر بأغنية «بحبك أنا»، التي أشعلت حماس الحضور ليتبعها بـ«بحبك يا غالي» و«حنعيش»، حيث بدا التناغم بين الفنان وجمهوره الذي لم يتوقف عن مشاكسته بألقابه المفضلة ومناداته بعدد من أغانيهم المفضلة، ليبدأ شاكر بالاستجابة وأداء «نسيانك صعب تاني» و«يا ريتني»، اللتين رددهما الجمهور معه.
ولم تخل السهرة من لمسات الوفاء للأصالة، حيث غنى هاني شاكر «مشتريكي»، و«أصاحب مين»، و«معاك»، و«غلطة»، مقدماً وجبة طربية دسمة جمعت بين رقي الكلمة وعذوبة اللحن، كما أبدع النجم المصري في أداء أغنية «كده برده يا قمر».
وفي لفتة تكريمية لأيقونات الزمن الجميل، استعاد هاني شاكر بريق «العندليب الأسمر» عبر أغنية «جانا الهوى»، مشعلاً حماسة الحضور الذي عجت القاعة بنداءاته.
هاني شاكر يقلب الموازين
مع اقتراب اللحظات الختامية للحفل، وزيادة طلب جمهور «دبي أوبرا» لأغانيه المفضلة، بادر النجم هاني شاكر بأداء «لسه بتسألي» التي رددها الجميع بصوت واحد، فيما اختار اختتام وصلته الغنائية برائعة «علّي الضحكاية»، التي قلبت الموازين، وحولت المسرح إلى ساحة بهجة مدوية بالهتافات والتصفيق الحاد، ليودع النجم المصري على وقع الموسيقى والفرح جمهوره، ويسدل الستار على ليلة فنية فريدة ستظل محفورة في ذاكرة كل من حضرها.
. هاني شاكر استعاد بريق «العندليب الأسمر» عبر أغنية «جانا الهوى»، مشعلاً حماسة الحضور.
. مي تنقلت بين كنوز الزمن الجميل لتشدو بـ«عيون القلب»، حاملة جمهورها نحو عالم من الحنين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
