تم النشر في: 25 ديسمبر 2025, 11:40 صباحاً يقدم الكاتب الصحفي سلطان السعد القحطاني قراءة مختلفة لزيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، معتبرًا أن الحدث الأهم لم يكن صفقات التسليح التقليدية، بل التعاون في مجال أشباه الموصلات (الرقائق الذكية)، بوصفه استثمارًا إستراتيجيًا في مستقبل الاقتصاد السعودي، ونقلة تتجاوز الأثر الآني إلى بناء قوة تقنية طويلة المدى. لماذا الرقائق أهم من المقاتلات؟ وفي مقاله "صفقة في واشنطن: رحلة من المستقبل ومعه… وإليه" بصحيفة " عكاظ"، يوضح القحطاني أن التركيز الإعلامي انصبّ، كعادته، على الطائرات المتقدمة مثل F-35، لما تحمله من رمزية عسكرية، إلا أن صفقة الرقائق كانت أكثر عمقًا وتأثيرًا، لأنها تمس جوهر التحول الاقتصادي. فالرقائق ليست منتجًا صناعيًا عاديًا، بل هي قلب الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والصناعات الدفاعية المتقدمة، والاقتصاد الرقمي". التكنولوجيا محرك النمو الحقيقي يربط القحطاني هذا التوجه بنظرية الاقتصادي الأمريكي روبرت سولو، الذي أكد أن تراكم رأس المال يحقق نموًا مؤقتًا، بينما التقدم التكنولوجي هو المحرك الحقيقي للنمو المستدام. ويشير المقال إلى أن الاستثمار في الرقائق يعني رفع كفاءة العمل ورأس المال معًا، وخلق قيمة مضافة لا يمكن تحقيقها بالوسائل التقليدية. شواهد من التاريخ والواقع يستحضر الكاتب أمثلة تاريخية تدعم هذا الطرح، أبرزها الطفرة الاقتصادية في الدول الصناعية بعد الحرب العالمية الثانية، والتي لم تكن نتيجة إعادة الإعمار فقط، بل ثمرة انتشار التكنولوجيا. كما يورد نموذج كوريا الجنوبية، التي انتقلت من دولة محدودة الموارد إلى قوة صناعية وتقنية عالمية عبر الاستثمار في التعليم وأشباه الموصلات. رهان على اقتصاد المستقبل يخلص القحطاني إلى أن التعاون في مجال الرقائق لا يقل أهمية عن أي صفقة عسكرية، بل قد يفوقها أثرًا، لأنه استثمار في المستقبل وبناء اقتصاد معرفي قادر على تحقيق نمو مستدام، مؤكدًا أن التكنولوجيا، وفق تعبير سولو، ليست عنصرًا مساعدًا للنمو، بل جوهره الحقيقي.