كشفت دراسة حديثة عن تطوير نموذج مبتكر للذكاء الاصطناعي يتمتع بدقة تصل إلى 94% في التنبؤ بكمية الدم التي قد يفقدها المرضى أثناء عمليات شفط الدهون، ما يمثل تقدماً رائداً في تعزيز سلامة الجراحات التجميلية.
واعتمد البحث، الذي قاده خبراء من «مايو كلينك» الأمريكية بالتعاون مع مراكز طبية في الإكوادور، على تقنيات التعلم الآلي لتحليل بيانات مئات المرضى الذين خضعوا لإزالة ما يزيد عن أربعة لترات من الدهون. ونجح النموذج في دمج البيانات الديموغرافية والسريرية والجراحية لكل حالة، ليقدم للجراحين تقديراً دقيقاً يساعدهم على تصميم تدخلات طبية تتناسب مع الاحتياجات الفريدة لكل مريض، وتقليل مخاطر المضاعفات الناتجة عن فقدان الدم المفرط.
وأظهرت النتائج توافقاً ممتازاً بين توقعات الذكاء الاصطناعي والحجم الفعلي للدم المفقود. وأوضح الباحثون أن هذه الأداة تمنح الجراحين القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة قبل وأثناء العملية، مثل الجاهزية لنقل الدم أو تحسين إدارة السوائل والرعاية الحرجة، ما يساهم في تسريع أوقات التعافي وتقليل الأحداث الصحية الضارة.
وأكد د. ماوريسيو بيريز باتشون، من المشاركين في الدراسة، أن هذا النهج الاستباقي يعزز ثقة المرضى وعمليات الموافقة المستنيرة، مشيراً إلى أن الفريق يخطط لتوسيع نطاق تدريب النموذج باستخدام بيانات جراحية عالمية لضمان فعاليته في مختلف البيئات الطبية، بما يحول الذكاء الاصطناعي إلى ركيزة أساسية لرفع معايير الأمان في جراحات شفط الدهون حول العالم.