قال مديرو فنادق في دبي إن قطاع الضيافة سجّل، خلال عام 2025، واحداً من أقوى أعوامه، مدعوماً بنمو تجاوز 5% في نسب الإشغال لدى عدد من الفنادق، مقارنة بالعام الماضي، وارتفاع وصل إلى 10% في الإيراد لكل غرفة متاحة، وفق مؤشراتهم.
وأكدوا لـ«الخليج»، أن الطلب السياحي هذا العام اتّسم بدرجة أعلى من الاستقرار، مع تقلّص الفوارق بين المواسم التقليدية، وتحوّل دبي إلى وجهة تشهد حركة ضيوف متواصلة طوال العام، ما أسهم في رفع معدلات الإشغال، وتحسين متوسط الأسعار اليومية. مشددين على أن القطاع الفندقي يستعد لفترة إشغال قياسية، خلال ديسمبر/ كانون الثاني المقبل تتجاوز 90%.
أجمع هؤلاء على أن البنى التحتية المتطورة في دبي، والفعاليات الدولية في الإمارة، وتوسيع الناقلات الجوية الوطنية لوجهاتها، عزّزت من نسب الإشغال في فنادق الإمارة. مضيفين أن دخول التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي بقوة إلى العمليات الفندقية، كان من أبرز عوامل تعزيز النمو، حيث أسهمت في رفع الكفاءة التشغيلية وتسريع تدفق الخدمات، إلى جانب توفير تجربة أكثر تخصيصاً للضيوف. لافتين إلى أن ذلك انعكس بشكل مباشر على الأداء، بدعم من منظومة رقمية متكاملة شملت الكونسيرج الذكي، والتسجيل الإلكتروني، والدفع اللاتلامسي، والتحكم في الخدمات عبر الهاتف المحمول.
وكشف تقرير صادر عن دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، عن أن الإمارة استقبلت 15.7 مليون زائر دولي، خلال الشهور العشرة الأولى من عام 2025، ما رفع متوسط الإشغال الفندقي إلى 79%، مقارنة بـ 77% للفترة ذاتها من العام الماضي.

الضيافة الفاخرة

قال هيثم عمر، المدير التنفيذي لفندق «سوفيتيل دبي ذا أوبيلِسك»، إن القطاع يواصل مساره التصاعدي، خلال 2025، مع توقعات بنمو يتجاوز 5% في نسب الإشغال والعائد وعدد الزوار بنهاية العام، لا سيما ضمن فئة الضيافة الفاخرة، التي أصبحت من أبرز محركات السوق.
وأرجع هذا النمو إلى مكانة دبي كوجهة عالمية مدعومة ببنية تحتية متطورة، وتوسّع في شبكات الطيران الدولية، وتدفّق مستمر للفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية، إلى جانب ارتفاع الطلب من أسواق الخليج وأوروبا وشرق آسيا، وازدياد الإقامات الطويلة المرتبطة بجودة الحياة في الإمارة.
وأضاف: «عام 2025 شهد تقلّص الفجوات بين الموسم المرتفع والمنخفض، ما عزز ثبات نسب الإشغال ورفع العائد على الغرفة في الفندق. كما أسهمت الزيادة المسجلة في الحجوزات المباشرة، والتوسع في فترات الحجز المسبق في تحسين أداء الفندق طوال العام، حيث نركّز على تطوير الفئات العليا من الغرف وإثراء تجارب العافية والضيافة وفنون الطهي، بالتوازي مع اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي».

الإشغال والعائد

قال محمد الأغوري، المدير العام لفندقي «شيراتون جميرا بيتش» و«ألوفت نخلة جميرا»، إن عام 2025 يُعد من الأعوام الأقوى للقطاع، منذ انضمامه إليه عام 2004، لافتاً إلى أن المنشآت الفندقية في دبي شهدت نمواً واسعاً في جميع مؤشرات الأداء الرئيسية، وأن الإشغال ارتفع بأكثر من 5% في الفندقين، وأن مؤشر الإيراد لكل غرفة متاحة حقق نمواً تجاوز 10%، مقارنة بالعام السابق.
ولفت إلى الأداء المتميز لقطاع المأكولات والمشروبات، حيث حقق هذا العام نتائج غير مسبوقة، بفضل معايير الخدمة المتقدمة وتكامل التكنولوجيا والالتزام الصارم بمعايير السلامة العالمية، ما جعل دبي مرجعاً دولياً في هذا المجال.

زخم سياحي

أوضح مايكل غوتز، المدير العام لفندق موفنبيك جميرا بيتش، أن عام 2025 شهد نمواً متوازناً في قطاعي السياحة الترفيهية والتجارية، ما أدى إلى زيادة واضحة في الإشغال ومتوسط الأسعار اليومية في الفندق. مؤكداً أن توسع شركات الطيران الإماراتية، خلال النصف الأول من العام، عبر إضافة خطوط ورحلات جديدة، إلى جانب الفعاليات الكبرى مثل «جيتكس» و«دبي للطيران» والمهرجانات الموسمية، أدت دوراً محورياً في تعزيز الزخم السياحي، وتدفق الزوار نحو دبي.
وشدّد على أن القطاع يستعد لفترة إشغال قياسية، خلال ديسمبر/كانون الثاني تتجاوز 90%، بفضل الأعياد والعطل الوطنية وذروة موسم الشتاء، وأن نسبة النمو في القطاع تتراوح بين 5 و 7%، مقارنة بعام 2024.
وتابع: «سجلت دبي هذا العام إنجازات لافتة، من بينها افتتاح أول مطعم ميشلان ثلاثي النجوم، وتوسيع العروض الدولية لاستهداف أسواق جديدة، إلى جانب إطلاق مبادرات MyDubai، التي عززت ارتباط الضيوف بالمدينة، ما رفع من الإيرادات لكل غرفة متاحة وحقق نمواً مستداماً في نسب الإشغال. كذلك إيلاء أهمية كبيرة للاستدامة».

تحوّل رقمي

أكّد ياسين محمد، المدير العام لفندق ذا إتش دبي، أن الفندق يستعد لفترة إشغال قياسية تتجاوز 90%، خلال ديسمبر، تزامناً مع دخول ذروة الشتاء وعيد الاتحاد وعطلة رأس السنة. مؤكّداً أن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي كانا من أبرز عوامل رفع الإشغال، خلال 2025، حيث اعتمد الفندق منظومة ذكية متكاملة حسّنت تجربة الضيف وقللت أوقات الانتظار.
وأوضح أن المنظومة تشمل كونسيرجا رقمياً يعمل على مدار الساعة، ينسّق الحجوزات ويقدّم ردوداً فورية بناء على احتياجات الضيف، إضافة إلى الدفع اللاتلامسي، وقوائم الخدمات عـــبــر رمز الاستجابة السريعة، والوصول إلـــى الصحــف والمجلات، إلى جانب تدريب أكثر من 30 مدير قسم على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
وأضــــاف: «نـــــقــل معظم الإجراءات إلى ما قبل الوصول بما في ذلك التسجيل الإلكتروني وتفضيلات الدفع، اختصر وقت تسجيل الوصول إلى ثوانٍ، بينما أصبحت المغادرة تتم عبر رابط رقمي من دون الحاجة إلى الانتظار. كما يمكن للضيوف التحكم في جميع الخدمات من هواتفهم، بدءاً من الطعام والسبا وحتى تتبع الطلبات لحظة بلحظة، مما جعل الإقامة أكثر دقة وسلاسة».
وتابع: «أسهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في فرز الطلبات وتقليل الهدر وتحسين توزيع الموظفين، ما خفّض التكاليف التشغيلية وأتاح تقديم عروض وأسعار أفضل للضيوف».