كتب محمود العمرى

أكد محمد ربيع الديهي، خبير العلاقات الدولية، أن استمرار تسيير قوافل المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة يعكس بوضوح ثقل الدور المصري على المستويين الإقليمي والدولي، ويؤكد أن القاهرة تتحرك انطلاقا من مسؤولية تاريخية ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، بعيدا عن أي اعتبارات ظرفية أو حسابات سياسية ضيقة.

وأوضح الديهي أن إطلاق الهلال الأحمر المصري القافلة رقم 101 من مبادرة «زاد العزة.. من مصر إلى غزة» يحمل دلالات سياسية وإنسانية بالغة الأهمية، أبرزها أن الدولة المصرية تنظر إلى ما يحدث في القطاع باعتباره أزمة إنسانية كبرى تتطلب تحركا عمليا مستمرا، وليس مجرد مواقف إعلامية أو بيانات إدانة.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن تتابع وصول القوافل المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية والإغاثية يؤكد أن مصر تمتلك رؤية واضحة لإدارة الأزمات الإنسانية، خاصة في ظل تدهور الأوضاع داخل غزة، ونقص الاحتياجات الأساسية، وتراجع الخدمات الصحية، وهو ما يضاعف من معاناة المدنيين، لا سيما الأطفال والمرضى وكبار السن.

وشدد الديهي على أن المشهد الإنساني في قطاع غزة بات شديد التعقيد، في ظل استمرار الاعتداءات وتدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية، ما يجعل من المساعدات الإنسانية ضرورة عاجلة لا تحتمل التأجيل، مؤكدا أن التحرك المصري المنظم والسريع يعكس إدراك القيادة السياسية لحجم المخاطر الإنسانية والأمنية المترتبة على استمرار الأزمة.

وأضاف أن الجهود المصرية لا تقتصر على الجانب الإغاثي، بل تمتد إلى تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة تهدف إلى وقف التصعيد وحماية المدنيين، مؤكدا أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، ودعم الجهود المصرية الرامية إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بشكل جاد وفعال.