يتواصل تدفق الماء في قرية ذي عين بمحافظة المخواة على مدار العام بفضل نظام مائي عريق ينطلق من موقع يُعرف بـ”القلّة”، وهو أعلى مجرى الماء في القرية، إذ ينساب الماء عبر ممر صخري منحوت هندسيًا يحميه من التآكل، ويقوده عبر شلالات صغيرة وصولًا إلى الحقول الزراعية. وابتكر أهالي ذي عين آليات دقيقة لإدارة المياه، أبرزها تنظيم السقي و”الأطواف”، وهو نظام يشمل اثني عشر طوفًا يوزع المياه بعدالة بين المزارع والأهالي. قد يهمّك أيضاً أسهمت هذه الحوكمة المائية في ضمان استمرار جريان المياه رغم تقلبات المناخ وشح الأمطار؛ مما مكَّن سكان القرية من الحفاظ على زراعة محاصيل مميزة مثل: الموز، والكادي، والبن، ورسَّخ ارتباطهم بتراثهم الثقافي المتصل بالمياه، الذي بقي حاضرًا في هويتهم وعاداتهم وأهازيجهم الشعبية، وبذلك تُشكِّل مياه ذي عين ثروة مائية وحضارية تدعم حياة الإنسان والزراعة منذ مئات السنين.