قال روش عبد الفتاح رئيس مهرجان روتردام للفيلم العربي خلال حضوره مهرجان البحر الأحمر ومشاركته في سوق المهرجان، إن بوستر الدورة السادسة والعشرين يحمل دلالات رمزية عميقة، فالمركب في التصميم يرمز إلى البحر الذي يفصل بين أوروبا والعالم العربي، باعتباره مساحة عبور وحدود في آن واحد، وأضاف أن اختيار السفينة الورقية جاء ليعكس هشاشة الواقع في العالم العربي وخطورة المرحلة الراهنة، في ظل التوجهات السياسية الحالية، مؤكدًا أن البوستر في النهاية عمل فني، وكل عمل فني يحمل وجهة نظر خاصة.

وأشار إلى أن رمز السفينة الورقية يرتبط أيضًا بقضية الهجرة، كما يحمل بعدا  ثقافيًا يعبر عن الصمود رغم الهشاشة، موضحًا أن البوستر الثاني للمهرجان  سيحتوي على ستة وعشرين مركبا ورقيًا، بعدد دوراته، في إشارة بصرية مباشرة إلى الدورة السادسة والعشرين.

وأوضح أن تصميم البوستر قام به المصمم هشام علي، الذي اشتغل على فكرة الورق والسفينة الورقية كرمز لهشاشة الواقع، لافتًا إلى وجود توقيع شديد الدلالة داخل التصميم، يتمثل في توقيع الرئيس الأمريكي،

وأكد رئيس المهرجان على أن البوستر لا يمثل موقفًا سياسيًا مباشرًا، بل هو رؤية فنية تعكس نظرة الفنان، مؤكدًا أن مهرجان روتردام للفيلم العربي يسعى دائمًا لأن يكون مرآة صادقة لما يحدث في العالم العربي، وهو ما يتجلى بوضوح في اختياراته السينمائية.

وكشف عن أن الدورة الجديدة من مهرجان روتردام للفيلم العربي ستشهد حضورًا لافتًا للسينما الفلسطينية، خاصة بعد الإنتاج الكبير للأفلام الفلسطينية خلال العام الأخير، حيث سيتم تخصيص يوم فلسطيني كامل ضمن فعاليات المهرجان. كما أشار إلى التغيرات التي شهدتها سوريا مؤخرًا، موضحًا أنه رغم محدودية الإنتاج السينمائي السوري داخل البلاد، فإن هناك عددًا متزايدًا من الأفلام القصيرة التي أنجزها طلاب سوريون يدرسون السينما في أوروبا، وهو ما دفع المهرجان إلى العمل على إعداد برنامج خاص للأفلام السورية الطلابية.

وأكد كذلك  على أن السينما المصرية سيكون لها حضور قوي في الدورة السادسة والعشرين، سواء على مستوى الأفلام المشاركة أو الضيوف، معربًا عن أمله في أن تأتي الدورة الجديدة معبرة عن اللحظة الراهنة، ومليئة بالتجارب السينمائية المتنوعة.