ساد شعور بالتفاؤل في الأسواق العالمية، خلال الأسبوع الذي كانت التداولات فيه مختصرة بسبب عطلة الميلاد، عكس بشائر خفض الفائدة، والإقبال على أسهم التقنية والذكاء الاصطناعي. ولم تشهد الأسهم الأمريكية تغيراً يُذكر، يوم الجمعة، لكنها تمكنت من تحقيق مكاسب أسبوعية، قبل الأسبوع الأخير من التداول لهذا العام. فقد انخفض مؤشر داو جونز الصناعي، يوم الجمعة، قليلاً عن مستوى إغلاقه القياسي الذي سجله، يوم الأربعاء، ليغلق عند نهاية الأسبوع على 48710.97 نقطة، بمكاسب أسبوعية اقتربت من 1%. كما انخفض كل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ومؤشر ناسداك المركّب، الذي يضم شركات التكنولوجيا، عن مستوى التعادل وسط تداولات ضعيفة بعد عيد الميلاد. وأغلق الأول على 6929.94 نقطة، بينما أغلق ناسداك على 23593.097 نقطة. وحققت جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة مكاسب تجاوزت 1%، خلال أسبوع التداول المختصر، خلال العطلة. في غضون ذلك، واصلت المعادن النفيسة ارتفاعها القوي، حيث سجلت العقود الآجلة للذهب والفضة مستويات قياسية، وسط توترات جيوسياسية جديدة، واستمرار ضعف الدولار. وحققت المؤشرات الرئيسية الثلاثة مكاسبها الخامسة على التوالي، مع دخول وول ستريت ما يُعرف بفترة انتعاش السوق، والتي تشمل آخر خمس جلسات تداول من العام، وأول جلستين من العام الجديد. وقد وضع هذا الاتجاه الصعودي المؤشرات على المسار الصحيح لتحقيق مكاسب أسبوعية قوية، مع اقترابها من نهاية عام متقلب، ولكنه في نهاية المطاف حقق أداء متميزاً، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة تقارب 18% حتى الآن، هذا العام، وهو في طريقه لتحقيق مكاسب تتجاوز 15%، للعام السادس على التوالي، من أصل الأعوام السبعة الماضية. في غضون ذلك، تصدّر مؤشر ناسداك قائمة المكاسب بارتفاع يتجاوز 20% في عام 2025، على الرغم من دخوله، لفترة وجيزة، في سوق هابطة بعد أن فرض الرئيس ترامب أوسع تعريفات جمركية في إبريل. وواصلت الأسهم مسارها الصعودي على الرغم من تضاؤل التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، العام المقبل. ويراهن المتداولون على احتمالية أقل من 15% لخفض أسعار الفائدة، الشهر المقبل، بينما تتباين التوقعات بشأن ما سيفعله البنك المركزي في مارس. مكاسب محدودة للأسهم الأوروبية شهدت أسواق الأسهم الأوروبية، الأسبوع الماضي، تداولاً قصيراً بسبب العطلات، تميز بمكاسب طفيفة في المؤشرات الرئيسية، وسيولة منخفضة، واستعداد المستثمرين لنهاية العام. وعلى الرغم من انخفاض أحجام التداول عن المعتاد نتيجة احتفالات عيد الميلاد، إلا أن المؤشرات الرئيسية أنهت الأسبوع بشكل عام، على ارتفاع، أو قرب مستويات قياسية، ما يعكس تفاؤلاً حذراً في ظل بيئة اقتصادية كلية هادئة نسبياً. وفي طليعة الأسهم الأوروبية، أغلق مؤشر ستوكس يوروب 600 الأوروبي الأسبوع، على ارتفاع طفيف، مسجلاً ارتفاعاً بنحو0.20%. وقد استقر المؤشر قرب أعلى مستوياته التاريخية التي سجلها في وقت سابق من الأسبوع، مدعوماً بتفاؤل بشأن أرباح الشركات، والتوقعات الاقتصادية مع اقتراب نهاية عام 2025. وعلى الرغم من هدوء بيئة التداول، إلا أن هذا الارتفاع الطفيف شكّل مؤشراً على قوة أداء الأسهم الأوروبية، لا سيما في ظل الهدوء الموسمي الذي يصاحب عادة الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر. وسجلت الأسواق الإقليمية الفردية داخل أوروبا نتائج متباينة، حيث ارتفع مؤشر داكس 40 الألماني بنحو 0.21% خلال الأسبوع، ما يعكس دعماً من قطاعات، مثل الصناعات والكيماويات، وتوقعات اقتصادية ألمانية قوية نسبياً. في المقابل، انخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بشكل طفيف، بنسبة تقارب 0.6%. ويعود الضغط على الأسهم الفرنسية، جزئياً، إلى عمليات جني الأرباح بعد بداية قوية للشهر، وضعف أداء بعض القطاعات في الأسهم الدورية. كما تراجع مؤشر «فوتسي إم آي بي» الإيطالي، منهياً الأسبوع بانخفاض بنحو 0.34%، بينما شهد مؤشر فوتسي 100 البريطاني انخفاضاً طفيفاً بنحو 0.27%. ومع ذلك، حتى في ظل هذا الأداء الوطني الأضعف، تباينت اتجاهات القطاعات الفرعية. فقد أسهمت الأسهم الدفاعية ذات العوائد المستقرة، مثل أسهم شركات الأدوية والسلع الاستهلاكية الأساسية، في الحد من التراجع، بينما شهدت القطاعات الأكثر دورية والمرتبطة بالسلع تقلبات تتماشى مع توجهات الطلب العالمي. وأشارت تعليقات السوق، خلال الأسبوع، إلى أن قيود السيولة ربما ضخمت التقلبات اليومية، وأنه ينبغي تفسير تحركات المؤشر الأوسع نطاقاً بحذر. ومع ذلك، لاحظ المحللون أن الأسهم الأوروبية لا تزال جذابة من حيث التقييم، بخاصة بالمقارنة مع نظيراتها العالمية، وأن الاستعدادات قبل العام الجديد دفعت بعض الاهتمام بالشراء حتى في سوق هادئة. أداء مختلط لأسهم آسيا أنهت معظم أسواق الأسهم الآسيوية الأسبوع في جلسة التداول المختصرة بسبب العطلات، على ارتفاع أو تباين، مدعومة بتفاؤل المستثمرين العالميين، وتوجهاتهم نحو نهاية العام. وظلت أحجام التداول منخفضة نتيجة لعطلتي عيد الميلاد، إلا أن المعنويات كانت إيجابية بشكل عام، حيث ارتفعت العديد من المؤشرات الرئيسية، أو حافظت على استقرارها. ويوم الجمعة، ارتفعت الأسواق الآسيوية إلى أعلى مستوياتها في عدة أسابيع، مدفوعة بالأداء القوي في اليابان وكوريا الجنوبية، ما أسهم في رفع مؤشر الأسهم الرئيسي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. فقد سجل مؤشر توبكس مستوى قياسياً جديداً في نهاية الأسبوع، كما ارتفع مؤشر نيكاي 3.1 %، ما يعكس قوة الأسهم اليابانية، بشكل عام. وكانت اليابان من أبرز الأسواق أداء في المنطقة، حيث شارك المستثمرون في موجة الصعود التي شهدتها نهاية العام. كما صعد مؤشر كوسبي بشكل ملحوظ، محققاً مكاسب أسبوعية بنسبة 3.1 % عززت مسار الأداء القوي لكوريا الجنوبية، ما يعكس إقبال المستثمرين القوي، لا سيما على أسهم التكنولوجيا والأسهم الموجهة للتصدير. وارتفع مؤشر«سي إس أي 300» الصيني (مؤشر الشركات الكبرى) بشكل طفيف، يوم الجمعة، واستمر في اتجاهه الإيجابي حتى نهاية العام. ومع ذلك، كانت المكاسب أقلّ حدّة مقارنة باليابان وكوريا، حيث لا تزال الصين تسير على الطريق الصحيح لتحقيق عوائد سنوية قوية. وسجل مؤشر هانغ سينغ مكاسب طفيفة، يوم الجمعة، مساهماً في الارتفاع الأوسع نطاقاً في آسيا. وتأثرت أسواق هونغ كونغ بالمشاعر العالمية، كما أدى موسم الأعياد إلى انخفاض السيولة. أما الأسواق الهندية (سينسكس ونيفتي)، فقد أغلقت على انخفاض، يوم الجمعة، حيث قام المستثمرون بجني أرباح نهاية العام بعد الارتفاعات القوية التي شهدتها في وقت سابق من العام. وعلى الرغم من القوة، الإقليمية والعالمية، الأوسع، إلا أن عمليات جني الأرباح حدت من مكاسب المؤشرات الرئيسية الهندية. وخلال الأسبوع انضمت الأسواق الآسيوية إلى الأسواق العالمية، في ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش سانتا كلوز»، في نهاية العام، حيث ترتفع الأسهم عادة في الأيام الأخيرة من التداول.