يشهد قطاع التجزئة والتسوق في دبي مرحلة توسع هيكلي مستمرة مدفوعة بجملة من العوامل الاقتصادية والهيكلية، أبرزها النمو السكاني المتواصل، والارتفاع المستدام في مستويات الإنفاق الاستهلاكي، وتحسّن ثقة المستهلك، إلى جانب الأداء القوي للقطاع السياحي، والاستقرار النسبي في مستويات التضخم، مقارنة بالأسواق العالمية. وقد انعكس هذا الأداء في تحقيق القطاع نمواً يتراوح بين 7 و9% خلال 2025.
من المتوقع أن يستمر هذا الزخم خلال 2026 مع تسجيل نمو إضافي يتراوح بين 5 و7%، مدفوعاً بالتوسع في البنية التحتية التجارية، وافتتاح وجهات تسوق جديدة، وتعزيز تكامل المنظومة التجارية بين المتاجر التقليدية، والمنصات الرقمية، بما يرفع الطاقة الاستيعابية للأسواق ويعزز الإيرادات، لا سيما في قطاعات الموضة، والمطاعم، والتجزئة الفاخرة، ونمط الحياة.
كما أسهمت الفعاليات الكبرى، وفي مقدمتها مهرجان دبي للتسوق (5 ديسمبر 2025 – 11 يناير 2026)، في خلق ذروات موسمية للطلب، وتحفيز حركة المبيعات، وتعزيز مكانة دبي كوجهة عالمية متكاملة للتسوق، والترفيه، والسياحة.
منظومة سياحية قوية
قال شوجا جاشنمال، الرئيس التنفيذي لمجموعة جاشنمال، إن قطاع التجزئة في دبي يشهد نمواً هيكلياً مستمراً، مدفوعاً بارتفاع الطلب على المنتجات الفاخرة، والتكامل الديناميكي بين التأثيرات، العالمية والإقليمية، إضافة إلى قوة المنظومة السياحية.
وأوضح أن الفرصة تكمن في تعزيز تجارب البيع بالتجزئة، وخلق مساحات تشجع على الاستكشاف، وبناء ارتباط عاطفي مع العلامات التجارية، مؤكداً أن المستقبل سيكون للعلامات التي توازن بين الحرفية، والأصالة، والارتباط الثقافي.
وأشار إلى أهمية عمل القنوات كنظام موحد يضمن سلاسة مراحل الاكتشاف والشراء والخدمة عبر جميع نقاط التواصل، مع بقاء المتاجر عنصر الثقة والاكتشاف، ونمو التجارة الإلكترونية عبر الراحة ّالخيارات، إلى جانب الدور المتزايد للمنصات الكبرى في الوصول إلى شرائح جديدة.
وأضاف جاشنمال أن المقيمين يعطون الأولوية للاحتياجات اليومية، والمنتجات المنزلية المتينة، والمنتجات العصرية الفاخرة، بينما يدفع الزوار الدوليون الطلب على الهدايا والإكسسوارات والمنتجات الفاخرة، ما يخلق ذروات موسمية تتطلب مجموعات حصرية، وتجارب متميزة داخل المتاجر.
الزيادة السكانية
قال مقداد بابراوالا، الرئيس التنفيذي لشركة ويسترن للمفروشات، إن نمو القطاع جاء مدفوعاً بالتوسع السكاني، وتسارع تطوير المجتمعات السكنية الجديدة، ما أعاد توجيه الطلب نحو نماذج التجزئة المجتمعية المرتبطة بالتوسع العمراني.
وأشار إلى أن المستهلك بات يفضل وجهات تجمع بين التجربة الترفيهية والثقافية، ونمط الحياة، وسهولة الوصول وتلبية الاحتياجات اليومية، ما يعكس التحولات الهيكلية للقطاع مع دخول عام 2026.
وأكد أن السياحة تمثل محفزاً مباشراً لقطاع التجزئة، لا سيما في فئات الأثاث ونمط الحياة والهدايا، وأن مهرجان دبي للتسوق يعد من أبرز المحركات الموسمية التي تعزز المبيعات.
طلب قوي
قالت نسرين بستاني، مديرة الاتصال المؤسسي في ميركاتو وتاون سنتر جميرا، إن نمو القطاع بين 7% و9% في 2025 يعكس قوة الطلب المحلي والنمو السكاني والسياحي، مع توقعات باستمرار الأداء الإيجابي خلال 2026.
وأكدت أن التحول الرقمي والتجارة متعددة القنوات، أسهما في تحسين الكفاءة التشغيلية، ورفع معدلات التحويل، وتعزيز الولاء، فيما تتجه أنماط الاستهلاك نحو القيمة مقابل السعر، والاستدامة، والتخصيص، والتجارب المتكاملة، ما يدفع الشركات لاعتماد استراتيجيات أكثر مرونة للحفاظ على القوة الشرائية، وتحفيز الطلب خلال المرحلة المقبلة، مع توفير بنية قوية ومتينة للقطاع.
استمرار الزخم
قال متحدث باسم جمبو للإلكترونيات: تشير المعطيات المرتبطة بموسم التسوق الحالي في دبي إلى استمرار الزخم القوي في قطاع التجزئة، مدفوعاً بتزامن الفعاليات الكبرى مع فترات الذروة السياحية وارتفاع الإقبال المحلي.
ويعكس تصميم مهرجان دبي للتسوق 2025، بما يتضمنه من عروض وجوائز وتجارب تفاعلية، قدرة القطاع على تحفيز الطلب والحفاظ على مستويات مرتفعة من حركة المتسوقين في المتاجر والمنصات الرقمية، على حد سواء، بما يؤكد متانة النشاط الاستهلاكي خلال الفترة الراهنة.
كما يسهم تنوّع الحملات الترويجية وتكاملها مع المبادرات المصرفية، وخطط الدفع المرنة في توسيع قاعدة المستهلكين القادرين على الشراء.
ويؤدي هذا التكامل بين العروض التجارية والمحفزات التمويلية إلى تخفيف أثر الاعتبارات السعرية، وتحفيز قرارات الشراء الفعلية.
ويؤكد اتساع نطاق المشاركة من العلامات التجارية والشركاء، وامتداد العروض على مدار أسابيع متواصلة، أن قطاع التسوق في دبي لا يعتمد على الذروات الموسمية فقط، بل يرسّخ نموذجاً مستداماً للنشاط التجاري قائماً على الابتكار في التجربة، والقيمة المضافة للمستهلك.
المقيمون والسياح يزيدون زخم أنشطة التسوق والترفيه
يشهد قطاعا التسوق والترفيه في دبي انتعاشاً شتوياً لافتاً، مدفوعاً بنشاط السياحة الدولية وتكثّف الأجندة الموسمية للفعاليات، بما يعزز حركة الإقبال على المراكز التجارية والمطاعم والوجهات الترفيهية في الإمارة، خلال الفترة الحالية.
ويستند هذا الزخم إلى ميزة تنافسية راسخة جعلت دبي مدينة عالمية في هذا القطاع؛ إذ تمتلك تنوعاً واسعاً في وجهات التسوق والترفيه، من المراكز التجارية الكبرى إلى الأسواق المتخصصة والوجهات المفتوحة على الواجهات المائية.
كما تجمع هذه الوجهات بين متاجر العلامات العالمية وتجارب الطعام والترفيه تحت سقف واحد، بما يلبّي أنماط إنفاق مختلفة واحتياجات زوار من ثقافات متعددة.
وتعكس المؤشرات الرسمية اتساع قاعدة الطلب القادمة إلى دبي؛ إذ أظهر تقرير أداء السياحة (يناير/ كانون الثاني-نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) الصادر عن دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، أن الإمارة استقبلت 17.55 مليون زائر دولي (مبيت)، منذ بداية 2025 حتى نهاية نوفمبر، مسجلة نمواً بنسبة 5%، مقارنة بالفترة نفسها من 2024.
وعلى مستوى الاقتصاد الكلي، يبرز وزن التجارة كإطار يفسّر هذا النشاط على الأرض، ووفق بيانات «دبي الرقمية» حول أداء الناتج المحلي للنصف الأول من 2025، حقق قطاع تجارة الجملة والتجزئة في دبي نمواً بنسبة 4.4%، ليصل إلى 57.4 مليار درهم، مع مساهمة بلغت 23.8% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وهي الأعلى بين القطاعات خلال هذه الفترة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
