كتبت هبة السيد الأحد، 28 ديسمبر 2025 01:00 م حذر تقرير حديث صادر عن بنك "جيه بي مورجان" من أن مسار التوسع السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي لا يزال محفوفاً بعدة تحديات جوهرية، في مقدمتها محدودية الموارد، وقضايا الخصوصية، ومتطلبات السلامة، وهي عوامل مرشحة للتأثير في الرأي العام وصياغة السياسات الحكومية بطرق قد تخلق أو تدمّر قيمة مالية كبيرة في الأسواق. وأوضح التقرير أن المخاوف المرتبطة بندرة الموارد وحماية البيانات وأمن الأنظمة ستلعب دوراً محورياً في تحديد سرعة وانتشار اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن "الجدل الدائر حول شح الموارد والخصوصية والسلامة سيؤثر في توجهات المجتمع والسياسات العامة بطرق يمكن أن تخلق أو تقضي على القيمة الاقتصادية". وتعد إتاحة الطاقة الكهربائية أحد أبرز القيود التي تواجه توسع الذكاء الاصطناعي، إذ تواجه الشركات في الولايات المتحدة فترة انتظار قد تصل إلى خمس سنوات لإضافة قدرات جديدة لتوليد الكهرباء وربطها بالشبكة القائمة. وأشار التقرير إلى أن نحو 70 في المئة من أسواق الطاقة الإقليمية تعاني بالفعل من ضغوط كبيرة. ومن المتوقع أن يقفز الطلب على الكهرباء بشكل حاد خلال السنوات المقبلة، مع زيادة تقدر بنحو 662 تيراواط ساعة بحلول نهاية العقد الحالي، مدفوعاً في الأساس بالتوسع في مراكز البيانات والبنية التحتية المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وتزداد الصورة تعقيداً بسبب تقادم البنية التحتية، حيث إن قرابة 70 في المئة من خطوط نقل الكهرباء يزيد عمرها على 25 عاماً، ما يصعّب مهمة تلبية الطلب المتسارع على الطاقة. ومع تصاعد النظرة إلى الذكاء الاصطناعي بوصفه مسألة تتعلق بالأمن القومي، توقّع التقرير أن تكتسب الاستثمارات في توليد الطاقة ونقلها أهمية متزايدة خلال الفترة المقبلة. غير أن "جيه بي مورجان" حذر من أن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري لتلبية الطلب القريب على الطاقة قد يدفع انبعاثات الكربون إلى مستويات أعلى من التوقعات السابقة في الأسواق المتقدمة، وهو ما يهدد بارتفاع درجات الحرارة عالمياً وزيادة وتيرة الظواهر المناخية المتطرفة، مضيفاً عبئاً جديداً على صناع القرار والمستثمرين. كما لفت التقرير إلى أن المياه باتت عنصراً حاسماً في معادلة توسع الذكاء الاصطناعي، إذ تتطلب مراكز البيانات كميات ضخمة من المياه لأغراض التبريد، ومع محدودية الموارد المائية في بعض المناطق قد يصبح ذلك عاملاً مقيّداً لوتيرة التوسع في هذه المراكز. وفي الوقت ذاته، نبه التقرير إلى أن انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي قد يحدث اضطرابات واسعة في أسواق العمل، فضلاً عن زيادة مخاطر تشكل فقاعة في الأسواق المالية. وخلا التقرير إلى أنه رغم ما يحمله الذكاء الاصطناعي من فرص اقتصادية هائلة، فإن مسار نموه سيظل مرهوناً بمدى قدرة المجتمعات على إدارة قيود الموارد والمخاطر البيئية ومخاوف السلامة بكفاءة ووعي.