تم النشر في: 28 ديسمبر 2025, 11:49 صباحاً وسط فعاليات مهرجان جازان 2026، أصبح جناح محافظة العيدابي في منطقة "هذه جازان" على الواجهة البحرية مقصدًا سياحيًا وتراثيًا استثنائيًا؛ إذ تحوّلت صناعة الخوص من حرفة تقليدية متوارثة عبر الأجيال إلى فن متجدد يزخر بالإبداع والمهارة الأصيلة. وأضحت كل قطعة تحفة فنية تحكي قصة الهوية الثقافية للمنطقة وتعكس أصالة التراث الجازاني. ويأتي هذا الاهتمام في وقت تتزايد فيه المبادرات الهادفة إلى إحياء الحرف اليدوية في المملكة، لما تمثله من قيمة ثقافية وسياحية، وإسهام في حفظ التراث الإنساني. وجذب ركن الحرف اليدوية العديد من الزوار والسياح والمهتمين بالتراث، حيث قدّمت الحرفية صالحة الغزواني عرضًا حيًا يوضح مراحل صناعة الخوص، بدءًا من جمع السعف بعناية، مرورًا بعمليات النقع والتجفيف، وصولًا إلى تشكيله في جدائل متشابكة تتحول إلى منتجات عملية وجمالية، مثل: "الزنابيل، والمجولة، والمهجن، والأواني التراثية"؛ التي تمثل جزءًا من الهوية الثقافية والاجتماعية للمنطقة. وأكدت الغزواني أن المنتجات المصنوعة من سعف النخيل والدوم تحظى بإقبال واسع لما تحمله من ارتباط وثيق بالهوية الثقافية وقيم الاستدامة، مشيرةً إلى أنها تشكّل جسرًا يربط بين الماضي والحاضر، وتتيح للزوار تجربة حية للتراث الجازاني الأصيل في إطار سياحي يمزج بين التعليم والترفيه والتفاعل المباشر مع الحرفة. وأفادت أن صناعة الخوص تمثل مصدر دخل لكثير من الأسر المنتجة في المنطقة، إذ تعتمد على مهارات الحرفيين المحليين لتوفير فرص عمل مستدامة، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي والحفاظ على التراث في آن واحد. وتبرز صناعة الخوص في جازان اليوم رمزًا حيًا للابتكار؛ حيث يجمع الحرفيون بين التصميم العصري والملامس التقليدية، مما جعل منها منتجًا سياحيًا فريدًا يروي تراث المنطقة للأجيال القادمة، ويضيف بعدًا ثقافيًا واقتصاديًا متناميًا. وتشكّل فعاليات مهرجان جازان 2026 منصة للتعريف بالموروث الثقافي السعودي للعالم، حيث يجتمع الزوار للاستمتاع بتجربة شاملة تجمع بين الجمال والأصالة والإبداع، بما يعكس التنوع الثقافي والغنى الحضاري للمنطقة. وبفضل التطور المستمر في التصاميم وإبداع الحرفيين في ابتكار أشكال جديدة، أصبحت صناعة الخوص علامة فارقة للهوية الجازانية، ومكوّنًا رئيسيًا من مكونات الجذب السياحي؛ ما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر دعم الصناعات التقليدية والحرف اليدوية، وتوفير فرص عمل للمجتمع المحلي، مع الحفاظ على التراث وإبرازه للعالم بأبهى صورة.