بدأ الجامع الأزهر الشريف اختيار دفعة جديدة من خريجي الأزهر تضم 700 متدرب من المتخصصين في تحفيظ القرآن الكريم، حيث من المستهدف لهم القيام بأعمال التدريس في تحفيظ القرآن بفروع الرواق الأزهري المنتشرة في جميع أنحاء مصر. وتتم هذه الاختبارات، وفق توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في إطار السعي الدؤوب لتطوير منظومة التحفيظ ونشر المنهج الأزهري الوسطي. وشهدت الاختبارات إقبالاً كبيراً، بحسب الجامع الأزهر، مساء الأحد، حيث خضع المتدربون لبرنامج مكثف على مدار شهرين متواصلين تحت إشراف «مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم» بالجامع الأزهر، حيث لم تقتصر فترة الإعداد على الجانب المهاري فقط، بل شملت مراجعة شاملة للقرآن الكريم كاملاً، إضافة إلى مراجعة المتون المرتبطة بالتجويد والقراءات، كما تضمن البرنامج محاضرات مكثفة في مجالات العقيدة والتربية، لضمان تخريج معلم يتمتع بحصانة فكرية وتربوية تؤهله للتعامل مع مختلف الفئات العمرية في أروقة المحافظات. وقال الجامع الأزهر إن الاختبارات النهائية تضمنت امتحانات مميكنة بالصوت والصورة لحفظ القرآن الكريم كاملاً، مع مراعاة أحكام التجويد والأداء، ولجان فكرية لاختبار العلوم التربوية، لضمان امتلاك المتدرب مهارات التواصل والتدريس الحديثة، إضافة إلى اختبار في العقيدة الإسلامية لضمان سلامة الفكر والمنهج. وقال د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر: إن هذه الاختبارات تنعقد بهدف انتقاء أفضل الخريجين من الأزهر للقيام بمهمة تحفيظ كتاب الله. وأشار إلى أن الأزهر الشريف لا يبحث عن الحفظة فقط، بل يبحث عن المعلم القدوة الذي يحمل وسطية الأزهر وينقلها للأجيال الناشئة في جميع ربوع مصر، ليكون الأزهر الشريف دائماً هو الملاذ الآمن لتعلم القرآن الكريم وفهمه فهماً صحيحاً. وأكد د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أهمية هذه الدفعة في سد العجز وتلبية الإقبال المتزايد على الأروقة بالمحافظات، مضيفاً أن الجامع الأزهر يعمل وفق خطة منهجية تبدأ من التدريب والتطوير وتنتهي بالاختبار والتقييم، وأن المتدربين الذين يؤدون اختباراتهم اليوم هم نتاج جهد كبير بذله مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن، وسوف يتم توزيع المجتازين منهم على فروع الرواق الأزهري بالجمهورية، لضمان تقديم خدمة مجانية متميزة تليق بمؤسسة الأزهر الشريف.