كشف فابيو كانافارو، قائد المنتخب الإيطالي السابق، عن كواليس إنسانية ونفسية صعبة عاشها خلال لحظات ركلات الترجيح، مؤكداً أنها من أقسى التجارب التي يمكن أن يمر بها أي لاعب كرة قدم، نظراً للضغط الهائل الذي يخيّم على الجميع في تلك اللحظات الحاسمة، سواء على من ينفذ الركلة أو من يترقب نتيجتها. وقال كانافارو، خلال مشاركته في القمة العالمية للرياضة التي أُقيمت في دبي، إنه لا يزال يتذكر مشهد زميليه جينارو وجاتوزو وهما جالسان أسفل مقاعد البدلاء من دون حذاء، في صورة جسّدت حجم التوتر والقلق الذي سيطر على المنتخب الإيطالي بأكمله، رغم عدم مشاركتهما في تنفيذ ركلات الترجيح. وأضاف النجم الإيطالي أن الخوف من ركلات الترجيح لازمه منذ توديع منافسات كأس العالم عام 1998، مشيراً إلى أن تلك التجربة تركت أثراً نفسياً عميقاً ظل عالقاً في ذاكرته حتى اليوم. وخرجت إيطاليا من ربع نهائي مونديال 1998 حين هُزمت أمام فرنسا بركلات الترجيح بنتيجة 3-4 عقب التعادل 0-0، وهي الخسارة الوحيدة ل «الآزوري» في البطولة، حيث لم تهزم في أي مباراة خلال الوقت الأصلي خلال تلك النسخة. وأوضح كانافارو أن تحمّل مسؤولية تنفيذ ركلات الجزاء يتطلب إعداداً ذهنياً خاصاً وثقة كبيرة بالنفس، مؤكداً أن الحسم لا يكون في لحظة التنفيذ فقط، بل يبدأ من العمل المتواصل والتدريب الطويل على هذه المواقف. وشدد قائد إيطاليا السابق على أن كثيرين لا يدركون حقيقة الشعور في تلك الثواني، إذ يعيش اللاعب الذي يتقدم لتنفيذ الركلة ضغطاً هائلاً، فتبدو المسافة بين منتصف الملعب ونقطة الجزاء وكأنها بلا نهاية، فيما يشعر وكأن الزمن يتوقف تماماً. واختتم كانافارو تصريحاته بالتأكيد على أن الأفكار التي تمر في ذهن اللاعب خلال تلك اللحظات لا تقتصر على كرة القدم فقط، بل تمتد لتشمل حياته الشخصية ومسيرته الرياضية كاملة، بما تحمله من احتمالات النجاح أو الفشل.