مع اقتراب موعد العرض الجماهيري الأول للفيلم السعودي "المجهولة"، يواصل أبطاله وصنّاعه تصعيد وتيرة الترويج عبر منصات التواصل الاجتماعي، استعدادًا لانطلاق عروضه في دور السينما السعودية ابتداءً من الأول من يناير 2026، وسط حالة من الترقب والاهتمام الجماهيري، كونه أحد أبرز الأعمال السينمائية السعودية المنتظرة مع مطلع العام الجديد. تفاصيل فيلم "المجهولة" ويُعد فيلم "المجهولة" من الأعمال التي تراهن على الغموض والتشويق مع بُعد اجتماعي واضح، في تجربة سينمائية تجمع بين السرد البوليسي والطرح الإنساني، تحت توقيع المخرجة السعودية العالمية هيفاء المنصور، وبطولة النجمة ميلا الزهراني، التي تقود العمل في واحدة من أكثر أدوارها تعقيدًا وجرأة. وفي إطار الحملة الترويجية، حرصت ميلا الزهراني على تشويق متابعيها عبر حسابها الرسمي على منصة «إنستغرام»، حيث شاركت الصور الرسمية والبوسترات الخاصة بشخصيات الفيلم، والتي سلطت الضوء على الشخصيات النسائية المحورية في العمل، وهن «نوال» و«دانيا» و«جود»، التي تؤدي أدوارهن كل من ميلا الزهراني، وانتصار شريف، وعذوب العتيبي.وأرفقت ميلا الزهراني الصور بتعليق لافت جاء فيه: «أسرار وغموض وجريمة… حل لغز الجثة المجهولة… فيلم المجهولة في السينمات ابتداءً من 1 يناير»، وهي عبارة اختزلت أجواء العمل المشحونة بالتشويق، وأسهمت في رفع مستوى الترقب بين الجمهور، الذي تفاعل بكثافة مع المنشور.وحصدت الصور تفاعلًا واسعًا من المتابعين، الذين عبّروا عن حماسهم لمشاهدة الفيلم فور طرحه، خاصة مع المشاهد البصرية التي تعكس أجواء التحقيق والغموض، إلى جانب الإشادة بحضور البطلات، واعتبار الفيلم خطوة جديدة في تطور السينما السعودية، خصوصًا في مجال أفلام الجريمة ذات الطابع الإنساني والاجتماعي. وتدور أحداث فيلم «المجهولة» حول شخصية «نوال»، وهي امرأة مطلقة تعمل في مركز الشرطة، تعيش حياة روتينية قبل أن تنقلب موازينها رأسًا على عقب، حين تقودها مهنتها وفضولها الإنساني إلى محاولة فك لغز العثور على جثة فتاة مراهقة مدفونة في الصحراء. ومع تقدم التحقيق، تتكشف أمام «نوال» خيوط شبكة معقدة من الأسرار، تمتد إلى قضايا اجتماعية ونفسية شائكة.ويأخذ الفيلم المشاهد في رحلة تصاعدية مشوّقة، حيث لا تقتصر المواجهة على كشف هوية الجثة فحسب، بل تتشابك الأحداث مع صراعات داخلية تعيشها البطلة، ما بين واجبها المهني، وحياتها الشخصية، وضغوط المجتمع، في معالجة سينمائية تطرح أسئلة حول العدالة، والمرأة، والمسؤولية، والصمت الاجتماعي.ويتميّز «المجهولة» بتركيزه على الحضور النسائي القوي، ليس فقط على مستوى البطولة، بل أيضًا في البناء الدرامي، حيث تشكّل الشخصيات النسائية محور القصة، في طرح نادر نسبيًا داخل سينما الجريمة العربية، ما يمنح الفيلم خصوصيته ويجعله تجربة مختلفة عن القوالب التقليدية.ويشارك في بطولة الفيلم إلى جانب ميلا الزهراني كل من شافي الحارثي وعزيز الغرباوي، إلى جانب مجموعة من نجوم السينما السعودية، في عمل كُتب وأُخرج بواسطة هيفاء المنصور بالتعاون مع الكاتب براد نيمان، في شراكة فنية تجمع بين الرؤية المحلية والخبرة العالمية.وتؤكد هيفاء المنصور من خلال «المجهولة» استمرار توجهها نحو تقديم أعمال سينمائية تتجاوز الترفيه البصري، لتغوص في عمق القضايا الاجتماعية، مستخدمة لغة سينمائية تجمع بين التشويق والبُعد الإنساني، وهو ما رسّخ مكانتها كواحدة من أبرز الأسماء في السينما السعودية والعربية.وكان فيلم «المجهولة» قد بدأ رحلته السينمائية عالميًا من خلال عرضه ضمن العروض الخاصة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في دورته الخمسين عام 2025، حيث حظي باهتمام نقدي لافت، قبل أن يُعرض لاحقًا في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، ضمن قائمة الأعمال العربية البارزة.