حذرت الدكتورة نرمين توفيق، الخبير السياسي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، والباحثة في الشؤون الأفريقية بجامعة القاهرة، من التبعات الخطيرة لاعتراف كيان الاحتلال الإسرائيلي بإقليم "أرض الصومال" الانفصالي، واصفة هذه الخطوة بأنها "انتهاك جسيم" لمبادئ القانون الدولي ومساس مباشر بسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية. وأكدت د. نرمين توفيق، مديرة مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، أن هذا الاعتراف ليس مستغرباً على كيان محتل اعتاد اختراق المواثيق الدولية، مشيرة إلى أن ما يرتكبه الاحتلال من حرب إبادة جماعية ضد المدنيين في غزة هو خير دليل على نهجه المتمرد على الشرعية الدولية. وأوضحت أن إقليم "أرض الصومال" جزء لا يتجزأ من الدولة الصومالية، ولا تملك أي دولة الحق القانوني في التعامل معه ككيان مستقل. وحول الأبعاد الجيوسياسية لهذه الخطوة، كشفت توفيق أن إسرائيل تسعى من وراء هذا الاعتراف إلى تثبيت أقدامها في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر. وأوضحت أن الموقع الاستراتيجي للإقليم بالقرب من مضيق باب المندب وإطلالته على المحيط الهندي والبحر الأحمر، يمنح الاحتلال فرصة للتأثير المباشر على مسارات التجارة العالمية.وأشارت الباحثة في الشؤون الأفريقية إلى وجود "تلاقٍ واضح" في المصالح بين إسرائيل وإثيوبيا، حيث تسعى الأخيرة للسيطرة على ميناء "بربرة" عبر اتفاقيات غير شرعية أبرمتها مطلع عام 2024. وشددت توفيق على أن هذه التحركات المشبوهة تضر بشكل مباشر بـ الأمن القومي المصري، نظراً لاحتمالية تأثيرها السلبي على حركة الملاحة في قناة السويس. وفي ختام تصريحها، لفتت د. نرمين توفيق إلى الموقف المصري القوي الرافض لهذا الاعتراف، وهو الموقف الذي تشاركه فيه العديد من دول العالم والأمم المتحدة التي ترفض إضفاء أي شرعية على الأقاليم الانفصالية، محذرة من أن خطورة هذه الخطوة تكمن في إمكانية حذو دول أخرى حذو الاحتلال لتحقيق مصالح خاصة، مما قد يؤدي إلى اشتعال موجة جديدة من الاضطرابات وعدم الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.