تحية طيبة وبعد.. ثمن الإخلاص غالٍ.. فاليد التي تمسكت بها، ولمست فيها الأمان تخلت وتركتني، لم تعد تهتم بأي حال تكون أحوالي، كل من كان يريد البقاء بالقوة انتزعوه منى. ورحلوا دون أمل اللقاء، أيتها الأزمنة تباّ لكي، وتباّ لمن يأمن غدرك، أهكذا أبقي والي متى؟ ما الذي اقترفته لأجد كل هذا، هل من إجابة لديك؟ أم أصبح السؤال منسيا؟ ولكم أن تتخيلوا وجعي.. صورة الوضوح غابت عنى، فما تراه عييى لم يعد يحبه قلبي لأن من أحببته غاب عن عيني. أصبحت مذكرة بلا غلاف تقلبني الرياح علي أهوائها وتمطر علي السحاب دموعها والبرد يصرعني. والكلمات تظل هي الكلمات أصبحت عيون بلا دموع، أصبحت شفاه من غير حروف، وروحي اختفت من جسدي أصبحت طائراّ بلا أجنحة. قلبي بيتاّ مهجورا تمزقت أنسجته، أصبحت كالشجرة تخلوا من أي ورقة، لا يؤثر بها مرور الفصول الأربعة. أتسأل، وأتساءل، هل هناك نار بلا جمر؟ هل هناك ليل بلا نجوم أو قمر؟ أتسأل هل هناك مدن من غير بشر؟ وأتساءل هل من سمك بلا بحر؟. تبقى الإجابة: “لا..” إذا لما أنا؟ لماذا كلها تمتلك من يحيها، إلا أنا فلا يجاورني سوى الألم. التفت يميناّ ويساراً لا أجد سوى الظلمة، انطفأت حتى الشمعة، الابتسامة هجرتني وارتحلت مودعة.. قف يا قلمي فقد أتعبتني، قف يا قلمي فقد أتعبتني، ضع حبرك إلي أجل فلم تعد ترأف بي، حروفك تدمى قلبي، وبوحك أرقني، كفَّ يا قلمي فقد أمرت يدي بالتخلي عنك. مثلما تخلى أحبابي، وداعاّ أقولها لك ولأخر أحرفي، فكلما كتبت أملا بالراحة. يباغتني الرماد المشتعل ويلهب من جديد جمرة قلبي، وتأكد بأن ما أملكه لك يا قلب أعظم من مجرد كلمات وتأكد بأني سأبقي معك كما تريد أنت، فأفعل ما تشاء، أعدك بأني لن أخضعك لأية وعود، ولن أقفز فوق أحلامي المتواضعة، ربما حبي الصامت كان يجعلني أنبت من أشواكي أوراقا خضراء، وها هو حكم القدر يفرض علي معايشته دوماّ فلا مفر، فبين الصحراء والحدائق فرق واضح، ولن أجبر أحد بأن يسكن صحرائي، فلن يستطيع أحداّ معي صبراً، ولن تكتمل الرحلة مهما حاولت، ولا يسعني بعد الآن سوى أن أتمنى لجميع أحبتي ومن سكنوا قلبي ورحلوا أن يجدوا حدائق تنسيهم صحراء سكنوها وكنت أنا مجرد عابرة سبيل ورحلت دون أمل..