السلام عليكم ورحمة الله، بعد لحظة الإدراك لابد أن نتدارك، ومن ثمة نرمم الخطأ، ونسعى للتغيير، لأن الأمر بات خطيرا. ولابد من تهذيب أفكارنا حتى لا تُخرَّب أخلاقنا أكثر مما هي عليه، فالمرء ومن أول خطوة له في الحياة وهو يبحث عن السعادة. وهذا مطلب مشروع، لكن لا يجب أن يتجاوز حدود المعقول ليتعدى إلى المحظور.
السعادة، ربما طرحنا اليوم بات فكرة روتينية، كما قد تكون على البعض فلسفة لمعادلات لا حل لها، ففي الأخير فكرة السعادة يختلف المنظور فيها من فرد لآخر باختلاف كيفية الإحساس بها. فبالرغم من أنها شعور مشترك يعيشه الجميع، إلا آن مفهومها قد يكون خاص، فالبعض يقرنها بالمال. والبعض الآخر قد يرى السعادة بالإنجاز والنجاح، وآخرون بالعائلة، لتبقى السعادة شعور نسبي ومفهوم يتحدّد بحالة أو طبيعة الفرد، فهو من يقرر سعادته من تعاسته. أو أنّ الأمر منوطٌ به، وبطبيعة تفاعله مع الظروف المحيطة، والمواقف الحياتية التي يمرّ بها.
لكن هذا المفهوم النسبي أسال الكثير من الحبر، وشغال بال العديد من مفكرين وفلاسفة، فمنهم من يربطها بالأخلاق الفاضلة. ومنهم من ذهب لقول أنها هبة من الله تتجلى في عدة أبعاد على غرار الصحة البدنية، سلامة العقل والعقيدة. السمعة الحسنة والسيرة الطيبة بين الناس، والثروة وحسن تدبيرها، وهذا الشائع، فالغالبية يؤمن بأن المال هو الذي يصنع سعادة الإنسان، وهذا بيت القصيد، وسبب حديثنا اليوم، لأن هذا المعتقد وإن ترسخ في أذهان الساعين إليه حتما سيجرفهم إلى طرق غير شرعية، قد تصل إلى اخذ حتى ما ليس من حقه، فقد يؤذي ويستغل ويظلم، وربما إلى أكثر من هذا وساء مصيرا..
وهنا أقول: أي نعم المال قد يصنع شيئاً من السعادة ولكن إن كسبته بطرق غير مرضية هل ستنعم بها.. قرائنا الكرام.. السعادة المقرونة بالمال تبقى ناقصة مهما اكتملت، لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي يحتاج الحب والعائلة والأصدقاء، فما مصير أحبابك إن انتهت متعة المال بما لا يحمد عقباه.
أيها القراء الكرام، قد نرى في هذه الدنيا الغريبة الذي يملك المال غير سعيد والذي لا يملكه أيضا لا يكون سعيد، لذا يمكن القول أن السعادة هي قرار وأنت وحدك قادر على تغيير حياتك وجعلها سعيدة، فالكثير منا لو أخذ ورقة وقلماً وكتب فيها الأشياء التي تسعده لوجدها عديدة بل وأكثرها بعيدة عن المال، لأن السعادة هي منظومة كاملة تتدخل فيها عدة عوامل كالعلاقات الاجتماعية المتميزة، والأسرة المتماسكة، والعطاء الخيري، والشعور بالرضا النفسي، وتقدير الأشياء الجميلة التي تحيط بك، إلى جانب التحلّي بالصحة البدنية وتمام سلامتها، فلا تغرنكم الحياة الدنيا وتداركوها قبل فوات الأوان.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.