عرب وعالم / مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا

خاص مينا: وحدات وممرات.. كيف تعيد إيران ترميم ذراعها في لبنان؟

  • 1/2
  • 2/2

مرصد مينا

بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية مع حزب الله وتراجع الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، قررت إيران الاستمرار في دعم حزب الله واستثمرت موارد جديدة في إعادة بنائه وتعزيز قوته، لا سيما عسكرياً، حيث أرسلت إيران في أكثر من مناسبة مستشارين من الحرس الثوري إلى لبنان للمشاركة في عملية إعادة التأهيل.

تشير تقديراتنا إلى أن الجهود الإيرانية لإعادة ترميم حزب الله تشمل عدة وحدات من فيلق القدس متخصصة في اللوجستيات والتكنولوجيا والتدريب، ومن المرجح أن تستمر لعدة سنوات. يشمل الدعم الإيراني نقل الأسلحة والأموال، وإجراء تحقيقات لتقييم أداء حزب الله خلال الحرب، وإعادة هيكلة التنظيم وتقليل نفقاته.

يقود فيلق -لبنان (18000) هذه الجهود، وسط تقارير غير مؤكدة عن عودة جواد غفاري لقيادته بعد مقتل عباس نيلفروشان. كما تساهم عدة وحدات متخصصة، أبرزها فرقة 8000 بقيادة حسن حبيبي، المسؤولة عن إنتاج الأسلحة والتدريب، وتتعاون مع وحدات حزب الله مثل الوحدة 127 للطائرات المسيّرة.

كما تلعب الوحدة 2250، المعروفة بـ”مكتب المساعدة اللبناني”، دوراً في شحنات الأسلحة والأموال والمعدات.

أما الوحدة 340، فتعمل في البحث والتطوير، وتشرف على تدريب الميليشيات على تقنيات الصواريخ والمسيرات، بالتعاون مع مراكز أبحاث في سوريا ولبنان.

إحدى أبرز التحديات التي تواجه إيران و”حزب الله” هي انهيار الممر الإيراني الذي كان يربط إيران بلبنان عبر وسوريا، بعد سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024. لذلك، بدأت إيران و”حزب الله” في البحث عن بدائل، وظهرت عدة خيارات:

الطرق البحرية:

  • المباشرة: من إيران إلى لبنان عبر البحر الأحمر، قناة السويس، والبحر المتوسط.
  • المركّبة (بحرية – برية – بحرية): من إيران إلى السودان بحراً، ومن هناك براً إلى أو ، ثم بحراً إلى لبنان.

وتستغل إيران الفوضى في السودان لتوسيع نفوذها وجعلها ممراً للأسلحة نحو لبنان بعد أن كان يستخدم هذا الطريق لإمداد حركة حماس أحياناً، ويبدو أنها تفضل خيار ليبيا بسبب ضعف المراقبة وحدودها الطويلة وغير المحمية مع السودان.

الطرق الجوية:

تُستخدم بشكل أساسي لتهريب الأموال إلى “حزب الله”، عبر مسافرين على رحلات تجارية تمر عبر العراق أو تركيا ومنها إلى مطار بيروت الدولي.

المعابر في لبنان:

يسيطر “حزب الله” منذ سنوات على مرافئ لبنان، خاصة مرفأ بيروت، ومطار رفيق الحريري الدولي، من خلال وحداته الخاصة مثل وحدة 4400 ووحدة والارتباط برئاسة وفيق صفا. كما يستعين بعناصر مدنية داخل أجهزة الدولة (الأمن العام، الجمارك) لتسهيل التهريب.

المسار السوري البري:

ورغم تراجع السيطرة الإيرانية بعد سقوط الأسد، لا يزال “حزب الله” يستخدم بعض الطرق في البقاع اللبناني والمناطق السورية القريبة في المناطق المقابلة للقاع والنبي شيت لتهريب أسلحة بقيت عالقة في سوريا.

الوحدات الإيرانية المشاركة في التهريب:

  • الوحدة 190: تابعة لفيلق القدس، مسؤولة عن تهريب السلاح عالمياً، بما في ذلك إلى “حزب الله”، الحوثيين، ومليشيات في إفريقيا وآسيا. تستخدم شركات وهمية، شحنات مدنية، وشبكات تهريب معقدة. ويقود الوحدة بهنام شهرياري.
  • الوحدة 700: تعمل بالتوازي مع الوحدة 190، وتتمتع بعلاقات مع مسؤولين في العراق ولبنان. استغلت في شمال سوريا لتهريب أسلحة تحت غطاء المساعدات الإنسانية. ويقود الوحدة 700 الجنرال “غال فارسات”.

في المحصلة لايزال حزب الله يتمتع بنفوذ واسع في البنية التحتية الحيوية في لبنان، لا سيما في ميناء بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي، حيث يسيطر على مجمّعات مغلقة تُستخدم لأغراضه الخاصة ويُمنع الدخول إليها إلا لعناصره.

ويُشغّل الحزب شبكة من المتعاونين داخل الأجهزة الرسمية، خصوصاً في الأمن العام والجمارك، ما يسهّل له تنفيذ عمليات تهريب وتجاوز الإجراءات الرقابية.

ويقود “وفيق صفا” جهود التنسيق بين الحزب ومؤسسات الدولة، حيث يرتبط بعلاقات وثيقة مع كبار المسؤولين في الميناء والمطار، بمن فيهم مديرو مرافق يُشتبه بتورطهم في تسهيل أنشطة الحزب، منهم على سبيل المثال:

-سامر إبراهيم ضيا: مدير جمارك المطار – شيعي، يُعتقد أنه يسهّل عمليات الحزب.
-محمود مسعود: وهو مدير جمارك ميناء بيروت – سني، متهم بالفساد.

أمين جابر: مدير عام المطار الجديد – شيعي، على علاقة جيدة بصفا.

وفي تطور لافت، جرى منتصف مارس الماضي تعيين مسؤولين جدد في الأمن العام وإدارة المطار، جميعهم من الطائفة الشيعية ومقربون من الحزب، ما قد يعزز نفوذه في هذه المواقع الحساسة. ولكن في المقابل تمّ في أبريل الجاري سحب التصاريح الأمنية من أكثر من 30 موظفًا في المطار، يُعتقد أنهم متعاونون مع حزب الله، ما يشير إلى تحرك محدود لمواجهة هذا النفوذ المتنامي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا