مرصد مينا
عادت أزمة تصوير جنازات الفنانين إلى واجهة الجدل في مصر، بعد المشاهد التي التُقطت خلال جنازة الفنان الراحل سليمان عيد يوم الجمعة، والتي شهدت تزاحماً كبيراً من المصورين، مستخدمين هواتفهم المحمولة لالتقاط لحظات خاصة، طالت نجوم الفن وأسرة الفقيد، وصولاً إلى لحظات دفن الجثمان.
وأثار هذا السلوك استياء عدد من الفنانين، الذين طالبوا بضرورة وضع حد لهذه الظاهرة، وفرض قيود على تصوير الجنازات.
وكتب الفنان طه دسوقي عبر صفحته على “فيسبوك” متسائلاً: “ما السبق الصحافي في تصوير جثمان؟ ولماذا يتم التصوير داخل المقابر؟”، موجهاً انتقاده للممارسات غير المهنية التي أصبحت شائعة في مثل هذه المناسبات.
وأضاف دسوقي:”كيف يمكنني التعامل مع من يصورني في حياتي الخاصة وفي مناسبات لا علاقة لها بمهنتي؟ هل أعدّه صحافياً أم متحرشاً؟”.
الفنانة بدرية طلبة عبّرت بدورها عن غضبها من انتشار هذه الظاهرة، وقالت في منشور على “فيسبوك”: “مهزلة الجنازات وصلت إلى تصوير النعش وما بداخله، من أجل مشاهدات وسبق في النشر، دون أدنى احترام لحرمة الميت”.
وتساءلت: “من هؤلاء الذين يزاحمون أهل وأصدقاء المتوفى؟ وعلى أي أساس يُسمح لهم بالتصوير؟”، مطالبة بضرورة التأكد من هويتهم المهنية.
الناقد الفني المصري رامي المتولي وصف هذه الظاهرة بـ”السلبية”، وأكد في تصريح صحافي اليوم الأحد، أن من يقوم بهذه التصرفات “ليسوا صحافيين، ولا علاقة لهم بالمهنة”، رغم تأكيده على أهمية توثيق جنازات المشاهير من خلال التصوير، لكن بشرط احترام مشاعر الحزن والخصوصية، ومنع التعدي على المساحات الشخصية للحضور.
وأكد رامي المتولي في حديثه للصحيفة أن الحل يكمن في تخصيص مساحة منفصلة للمصورين بعيداً عن المعزّين، وتنظيم عملية التغطية بما يضمن احترام الحدث والخصوصية، مشيراً إلى أن كثيراً من الصحافيين يلتزمون بالمهنية، لكن وجود دخلاء على المهنة يسيء للمشهد بأكمله.
يُذكر أن الأزمة ليست جديدة؛ ففي العام الماضي، شهدت جنازة الفنان صلاح السعدني موقفاً مشابهاً، حيث انفعل نجله الفنان أحمد السعدني على المصورين الذين تزاحموا داخل مراسم الدفن، مطالباً بإبعادهم.
وتزامناً مع تلك الواقعة، أصدرت نقابة الممثلين بياناً طالبت فيه بعدم وجود الصحافيين والمراسلين في عزاء الفنان بناءً على رغبة الأسرة، مؤكدة أن النقيب أشرف زكي سيضع ضوابط واضحة بالتعاون مع نقابة الصحافيين.
من جهتها، أصدرت وزارة الأوقاف قراراً بمنع التصوير داخل المساجد أثناء الجنازات، احتراماً لحرمة المسجد والميت ومشاعر ذويه.
إلا أن نقابة الصحافيين اعترضت على هذا القرار، معتبرة أن لا جهة لديها الحق في حظر التصوير بشكل مطلق، مؤكدة أن تنظيم ذلك من اختصاصها وحدها، ودعت إلى اجتماع مشترك مع نقابة الممثلين لوضع ضوابط واضحة.
وفي سياق متصل، علّقت الشاعرة منة القيعي على الأزمة عبر “فيسبوك”، قائلة: “أتمنى من الدولة إصدار قرار بمنع الصحافة من الحضور والتصوير والنشر في العزاء والجنازات”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.