مرصد مينا
أثارت واقعة اعتقال صانع المحتوى الجزائري عادل سوزي موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الإعلامية في البلاد، بعد أن وجهت له السلطات تهماً تتعلق بنشر خطاب الكراهية والتمييز والتحريض على الفتنة عبر منشورات ساخرة اعتُبرت مسيئة لسكان منطقة جزائرية معينة.
ووفق بيان صادر عن مصالح الأمن مساء الخميس، فإن فرقة مكافحة الجرائم السيبرانية التابعة لأمن ولاية الجزائر باشرت، تحت إشراف النيابة المختصة، تحقيقاً ابتدائياً عقب رصد منشورات اعتُبرت تحريضية ومسيئة، وُجهت ضد منطقة معينة من البلاد باستخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال.
وتم تقديم المشتبه به أمام نيابة الجمهورية لدى محكمة سيدي أمحمد بتهم متعددة، من بينها: المساس بالوحدة الوطنية، نشر منشورات من شأنها المساس بالأمن والنظام العام باستخدام وسيلة إلكترونية، خطاب التمييز والكراهية، إهانة هيئة نظامية، إضافة إلى حيازة المخدرات لغرض الاستهلاك الشخصي.
ومن المنشورات التي فجّرت الغضب، تعليق ساخر أدلى به سوزي عقب مباراة جمعت بين فريقي شباب بلوزداد من العاصمة ومولودية وهران، قال فيه: “مستحيل أخسر أمام فريق لا يعرف على أي ساعة تدخل أخته للمنزل”، في إشارة وُصفت بأنها تحمل إساءة لأهالي ولاية وهران وتشير إلى انفتاحهم الاجتماعي بطريقة تهكمية.
هذا التعليق أثار موجة انتقادات حادة، حيث رأى كثيرون أنه تجاوز حدود الفكاهة ليقع في خانة الإهانة والتحريض، واعتبر بعض النشطاء أن ما نشره “ليس فناً بل دعوة للفتنة”.
فيما قال آخرون إن “اللجوء إلى السب والشتم لا يمكن اعتباره فكاهة”، وهو ما يعبّر عن رفض شعبي واسع لاستخدام السخرية كوسيلة للتهجم على فئات من المجتمع.
في المقابل، دافع البعض عن عادل سوزي واعتبروا منشوراته ضمن إطار حرية التعبير والدعابة، مشيرين إلى أنه معروف بأسلوبه الكوميدي وليس من الذين يتعمدون الإيذاء أو الإساءة.
من جهته، قال الصحفي المختص بالشأن الفني، يحيى طبيش في تصريح صحافي: “هناك فرق واضح بين صناعة الفكاهة والسخرية من الآخر، فالضحك لا ينبغي أن يكون على حساب كرامة فئة أو منطقة بأكملها، وما صدر من سوزي يمكن تصنيفه كقذف وإساءة، ويحق لأي مواطن من سكان تلك الولاية التقدم بدعوى قضائية ضده”.
وأضاف طبيش أن ما يثير القلق هو ما تتسبب به هذه المنشورات من ردود فعل عنيفة في التعليقات، حيث تتحول النقاشات إلى ساحات للسب والشتم بين المواطنين، مما يعمّق الانقسامات الاجتماعية تحت غطاء ما يُسمى بـ”الفكاهة”.
وأشار إلى أن السلطات الجزائرية باتت تتخذ مواقف أكثر صرامة في مواجهة هذا النوع من الخطاب، وذلك في إطار سياسة ردعية تهدف إلى حماية السلم الاجتماعي ومنع تكرار حالات خطاب الكراهية على الإنترنت.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.