مرصد مينا كشف موقع “أكسيوس”، أمس الجمعة، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعتزم، وربما اعتباراً من اليوم السبت، نشر التسجيل الصوتي الكامل للمقابلة التي أجراها الرئيس جو بايدن مع المستشار الخاص روبرت هور، في إطار التحقيقات المتعلقة بقضية الوثائق السرية. وكانت إدارة بايدن قد رفضت سابقاً الإفصاح عن التسجيلات الصوتية لتلك المقابلات، التي أجريت في أكتوبر 2023، وهي المقابلات التي أدت لاحقاً إلى قرار المستشار هور بعدم توجيه اتهامات جنائية إلى بايدن. وقد استند هور في قراره إلى ما وصفه بانطباع هيئة المحلفين التي سترى بايدن “رجلاً مسناُ، ضعيف الذاكرة، حسن النية، ومتعاطفاً”. وأثار هذا التوصيف غضب البيت الأبيض حينها وقيادة الحزب الديمقراطي، الذين شنوا هجوماً لاذعاً على هور، متهمين إياه بمحاولة تشويه سمعة الرئيس بايدن بدوافع سياسية، معتبرين أن توصيفه جاء منحازاً ومقصوداً لإلحاق الضرر بمكانة بايدن. إلا أن التسريبات التي حصل عليها موقع “أكسيوس”، سلطت الضوء على ما وصفه الموقع بأنه “السبب الحقيقي” وراء رفض إدارة بايدن نشر التسجيل الصوتي في حينه، مكتفية فقط بالكشف عن النصوص المكتوبة للمقابلة. وتضمنت التسجيلات التي حصل عليها “أكسيوس” مقاطع تُظهر لحظات طويلة من التوقف المربك خلال المقابلات التي جرت يومي 8 و9 أكتوبر 2023، حيث بدا الرئيس بايدن غير قادر على تذكر أحداث وتواريخ محورية في حياته، من بينها تاريخ وفاة ابنه “بو”، وموعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً لأول مرة، وتاريخ مغادرته هو شخصياً لمنصب نائب الرئيس، فضلاً عن صعوبة في تبرير امتلاكه وثائق سرية داخل ممتلكاته الخاصة. ونقل “أكسيوس” أن التسجيل يُظهر رئيساً يتحدث بصوت “هامس وجاف”، تتخلله فترات صمت طويلة بينما يكافح للعثور على الكلمات أو التواريخ المناسبة، حيث كان محاموه غالباً ما يتدخلون لتقديم المساعدة، بدور أقرب إلى “حراس لذاكرته”. يُذكر أن بايدن استند إلى ما يُعرف بـ”الامتياز التنفيذي” في رفضه الكشف عن التسجيلات، وهو ما أثار غضب الجمهوريين في مجلس النواب الذين هددوا آنذاك النائب العام ميريك غارلاند باتهامه بازدراء الكونغرس في حال استمر برفضه تسليم التسجيل الصوتي. لاحقاً، أعلنت وزارة العدل الأميركية في 14 يونيو الماضي أنها لن تُقدِم على محاكمة غارلاند، منهية بذلك المواجهة القانونية بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. وجاء هذا التطور قبل نحو أسبوعين فقط من المناظرة التلفزيونية الحاسمة بين بايدن وترامب في يوليو 2024، التي وُصفت بأنها كانت نقطة التحول الأساسية في إنهاء مساعي بايدن لإعادة الترشح للانتخابات الرئاسية.