مرصد مينا أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، مساء الجمعة، عن إصدار قرار فوري يقضي بتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة وُصفت بأنها بداية لتوجه أميركي جديد نحو الانفتاح الاقتصادي والدبلوماسي تجاه دمشق. وأوضحت الوزارة في بيان أن القرار يأتي انسجاماً مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، مضيفة أن هذه الخطوة ستسمح بإطلاق استثمارات جديدة ونشاطات للقطاع الخاص داخل البلاد، كما ستُسهّل مشاركة الشركاء الأجانب والحلفاء في عملية إعادة الإعمار. وأكد وزير الخزانة، سكوت بيسنت، أن “على سوريا مواصلة العمل لكي تصبح بلداً مستقراً ينعم بالسلام”، مشيراً إلى أن الإجراءات الجديدة تمثل بداية لمسار نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً. إعفاء مؤقت من قانون “قيصر” وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عن إصدار إعفاء لمدة 180 يوماً من العقوبات المفروضة بموجب “قانون قيصر”، مشدداً على أن هذا القرار يهدف إلى تسهيل تدفق الاستثمارات وضمان استمرار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والطاقة والمياه والرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية. وأشار روبيو إلى أن “تحركات اليوم تمثل الخطوة الأولى لتحقيق رؤية الرئيس لعلاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة”. ترحيب سوري ورحبت وزارة الخارجية السورية بالقرار، واصفة إياه بأنه “خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو التخفيف من المعاناة الإنسانية والاقتصادية”، مؤكدة أن البلاد تسعى للاستفادة من هذه الانفراجة لدفع عجلة التعافي الوطني. ويأتي هذا القرار بعد إعلان ترامب، في 13 مايو، عن رفع العقوبات عن سوريا بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث أوضح الرئيس الأميركي أنه اتخذ هذه الخطوة “لمنح السوريين فرصة جديدة”، عقب نقاش جرى مع القيادة السعودية في الرياض. كما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في 20 مايو، أن وزراء خارجية دول الاتحاد اتفقوا على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا منذ عهد الرئيس السابق بشار الأسد. تحديات إعادة الإعمار وفي ظل المساعي الحكومية السورية لتسريع وتيرة التعافي الاقتصادي بعد 14 عاماً من الحرب، تعوّل السلطات السورية على الدعم الدولي المتوقع والاستثمار الأجنبي، خصوصاً أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى حاجة البلاد لأكثر من 400 مليار دولار لإعادة الإعمار، وسط دمار واسع في البنى التحتية وقطاعات الكهرباء والخدمات.
