ساحة الأمويين وسط دمشق مرصد مينا وقّعت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة “سي أم آ سي جي أم” الفرنسية العالمية، بهدف إنشاء وتشغيل موانئ جافة في منطقتين حرتين داخل البلاد، هما المنطقة الحرة السورية الأردنية المشتركة، والمنطقة الحرة في عدرا بريف دمشق. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود سوريا لجذب الاستثمارات وتطوير بنيتها التحتية اللوجستية بعد سنوات طويلة من الحرب، حيث تسعى الحكومة إلى تعزيز دور المناطق الحرة كمراكز محورية للتجارة الإقليمية، وتحسين البيئة الاستثمارية بما يدعم التعافي الاقتصادي. بموجب الاتفاق، ستتولى شركة “سي أم آ سي جي أم” إدارة وتشغيل هذه الموانئ الجافة وفقاً لأفضل المعايير الدولية، بالإضافة إلى تقديم خدمات متكاملة تشمل التخليص الجمركي، التخزين، والنقل المتعدد الوسائط، مما يعزز من سهولة وسرعة حركة البضائع ويقلل التكاليف اللوجستية. تُعد المناطق الحرة في سوريا مناطق جذب رئيسية للاستثمار، إذ توفر العديد من الحوافز للمستثمرين الأجانب، منها الإعفاء الكامل من الضرائب والرسوم، وحرية استخدام اليد العاملة المحلية أو الأجنبية، بالإضافة إلى حرية تحويل رأس المال الأجنبي المستثمر. وتأتي هذه المبادرة ضمن رؤية الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية لتطوير البنية التحتية اللوجستية في البلاد، مع التركيز على تعزيز مكانة سوريا كمركز تجاري إقليمي فاعل. وتعول السلطات السورية على تأثيرات إيجابية كبيرة لهذه الخطوة، خاصة في ظل تحسن الظروف السياسية ورفع بعض العقوبات الأميركية والأوروبية. وكانت سوريا قد وقّعت في بداية مايو الجاري عقداً مع شركة “سي أم آ سي جي أم” لتطوير وتشغيل ميناء اللاذقية لمدة 30 عاماً، بقيمة استثمارية تبلغ حوالي 230 مليون يورو، في مؤشر على رغبة الحكومة في استعادة دور البلاد كمركز لوجستي وتجاري هام في المنطقة. اظهر المزيد