فجّر أكاديمي بجامعة إب مفاجأة صادمة عبر منشور على صفحته بفيسبوك قال فيه: "أفكر بالانتحار.. استودعكم الله"، كاشفاً حجم المعاناة التي يتجرعها الآلاف من الأكاديميين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بعد تسع سنوات من انقطاع الرواتب والتجويع الممنهج من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.

الدكتور عادل الصُداقي، أحد أعمدة التعليم الجامعي في محافظة إب، لم يحدد أسباب هذا الانفجار النفسي العلني، إلا أن مقربين منه أشاروا إلى أن الضغوط الاقتصادية وانعدام أبسط مقومات الحياة كانت كفيلة بجرّه إلى حافة الانهيار.

ورغم حذفه للمنشور لاحقاً، إلا أن الرسالة وصلت بصوت مدوٍ: أكاديميو اليمن يموتون ببطء، قهراً وكمداً، في صمتٍ قاتل لا يسمعه أحد.

المنشور أحدث تفاعلاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية والشعبية، وسط تضامن كبير مع الدكتور الصُداقي ومطالبات عاجلة بإنقاذ ما تبقى من كرامة التعليم الجامعي، ووقف سياسة التجويع التي تمارسها الجماعة الحوثية ضد موظفي الدولة، وعلى رأسهم الأساتذة الجامعيون.

فمنذ أن أوقفت المليشيا صرف مرتبات الأكاديميين عام 2016، تحول أساتذة الجامعات إلى باعة متجولين، ونجارين، وسائقي دراجات، فيما قضى البعض الآخر ضحية أمراض مفاجئة نتيجة ضغوط نفسية ومعيشية قاتلة.