مرصد مينا
كشفت دراسة علمية نشرتها مجلة “ذا لانسيت” البريطانية أن قرار الإدارة الأميركية تفكيك وكالة التنمية الدولية (USAID) ووقف جزء كبير من مساعداتها الخارجية قد يؤدي إلى وفاة أكثر من 14 مليون شخص بحلول عام 2030، بينهم أكثر من 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة.
وأشارت الدراسة التي أعدها فريق دولي من الباحثين ونشرت نتائجها اليوم الثلاثاء، إلى أن ثلث المتأثرين المحتملين من الأطفال الصغار، محذّرة من أن تأثير هذا القرار سيكون موازياً لتداعيات جائحة عالمية أو حرب واسعة النطاق، خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
وقال دافيد راسيلا، أحد المشاركين في إعداد الدراسة والباحث في معهد برشلونة للصحة العالمية، إن “التمويل الأميركي ساهم لعقود في إنقاذ أرواح الملايين من خلال دعم برامج صحية أساسية، وإن إيقافه يمثل صدمة كبيرة قد تعكس مكاسب عقود من التقدم”.
وأظهرت الدراسة كذلك أن وكالة التنمية الدولية الأميركية ساهمت، ما بين عامي 2001 و2021، في تجنب نحو 91.8 مليون حالة وفاة في 133 دولة، وهو عدد يتجاوز ضحايا الحرب العالمية الثانية.
ووفقاً للنماذج المستخدمة في البحث، فإن تخفيض التمويل الأميركي بنسبة 83%، كما أُعلن في وقت سابق من هذا العام، قد يؤدي إلى وفاة أكثر من 14 مليون شخص في السنوات الخمس المقبلة، بمعدل 88 وفاة كل ساعة.
كما خلُصت النتائج إلى أن وفيات الأطفال دون سن الخامسة قد ترتفع بنسبة كبيرة، ما يعادل 700 ألف وفاة سنوياً.
وبالتوازي مع تقليص الدعم الأميركي، أعلنت دول مانحة رئيسية أخرى، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، عن خطط مماثلة لخفض ميزانياتها المخصصة للمساعدات الدولية، وهو ما قد يفاقم الأزمة الصحية في الدول الأكثر فقراً.
كاتيرينا مونتي، الباحثة المشاركة من معهد برشلونة، حذّرت من أن هذا التقليص الجماعي “قد يؤدي إلى ارتفاع أعداد الوفيات بشكل أكبر في المستقبل القريب”.
أظهرت الدراسة أن البلدان التي حصلت على دعم كبير من وكالة التنمية شهدت انخفاضاً بنسبة 65% في وفيات الإيدز/فيروس نقص المناعة، و50% في وفيات الملاريا والأمراض المدارية المهملة.
فرانسيسكو ساوتي، الباحث في مركز مانهيكا بموزمبيق، قال إنه “شاهد بأمّ عينه كيف أن تمويل الوكالة ساهم في تحسين البنية الصحية ومكافحة الأمراض المستعصية”، محذراً من أن “قطع هذا التمويل لا يهدد الأرواح فقط، بل يدمر أنظمة صحية بُنيت عبر عقود”.
وبحسب الدراسة، فإن مساهمة المواطن الأميركي في ميزانية الوكالة لا تتعدى 17 سنتاً في اليوم، أو ما يعادل 64 دولاراً في السنة.
وقال جيمس ماكينكو من جامعة كاليفورنيا: “لو علم الأميركيون أن هذا المبلغ البسيط يمكن أن ينقذ ملايين الأرواح، لأيدوا استمرار تمويل الوكالة بلا تردد”.
ويُعقد هذا الأسبوع في إشبيلية بإسبانيا أكبر مؤتمر دولي للمساعدات منذ عقد، وسط غياب لافت للولايات المتحدة، التي كانت سابقاً مسؤولة عن أكثر من 40% من إجمالي المساعدات الإنسانية العالمية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.