مرصد مينا أعلن برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن حوالي ثلث سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الغذاء لأيام متتالية، محذراً من تفاقم حاد في مستويات سوء التغذية، وسط حصار خانق يفرضه الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح البرنامج في بيان رسمي أن “الأزمة الغذائية في غزة بلغت مستويات من اليأس غير مسبوقة، ولا يأكل شخص من أصل كل 3 لأيام، كما تفاقم سوء التغذية مع وجود أكثر من 90 ألف امرأة وطفل بحاجة ماسة إلى علاج عاجل”. وأكد البرنامج أنه من المتوقع يواجه نحو 470 ألف فلسطيني في القطاع المحاصر مجاعة كارثية في الأشهر المقبلة، محذراً من أن “هناك أشخاصاً يموتون بسبب نقص المساعدات الإنسانية”، وأن “المساعدات الغذائية هي السبيل الوحيد لتوفير الغذاء، بعد أن وصلت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية”. وفي كلمة مصورة لمنظمة العفو الدولية، استنكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش غياب “الإنسانية” و”التعاطف” مع الفلسطينيين في غزة، مؤكداً أن الوضع لا يمثل مجرد أزمة إنسانية بل “أزمة أخلاقية تشكل تحدياً للضمير العالمي”. وقال غوتيريش: “لا أستطيع تفسير مدى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه في المجتمع الدولي، انعدام التعاطف… والإنسانية. سنواصل رفع الصوت في كل فرصة”. كما حذرت منظمات إغاثة دولية من ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في قطاع غزة منذ مارس 2025، حيث فرضت إسرائيل حصاراً مشدداً ومنعت دخول المساعدات، قبل تخفيفه بشكل طفيف بعد شهرين. وأصبحت المساعدات تدخل القطاع تحت سيطرة “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، في حين رفضت منظمات الإغاثة العمل مع هذه المؤسسة، متهمة إياها بتوجيه المساعدات وفق أهداف عسكرية. وتطرق غوتيريش إلى الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، مشيراً إلى إدانته المتكررة لهذا الهجوم، لكنه أكد أن ذلك لا يبرر حجم الوفيات والدمار الذي شهدته غزة منذ ذلك الحين، قائلاً: “حجم الدمار يتجاوز أي شيء رأيناه في عصرنا الحديث”. وأضاف: “يتحدث الأطفال عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة لأنها المكان الوحيد الذي يوجد فيه طعام. نجري مكالمات فيديو مع عاملينا الذين يتضورون جوعاً أمام أعيننا، لكن الكلمات لا تُشبع الأطفال الجائعين”. ودان غوتيريش مقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية منذ 27 مايو 2025، عندما بدأت مؤسسة غزة عملياتها. وختم قائلاً: “نحن بحاجة إلى تحرك عاجل: وقف إطلاق نار فوري ودائم، الإفراج غير المشروط عن جميع الأسرى، ووصول الإغاثة دون عوائق. الأمم المتحدة مستعدة لزيادة العمليات الإنسانية بشكل كبير إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.