مرصد مينا أعلنت الحكومة السودانية، يوم الاثنين، امتلاكها وثائق ومستندات تؤكد تورط مرتزقة من كولومبيا وعدد من دول الجوار الأفريقي في القتال إلى جانب قوات “الدعم السريع”، ووصفت الأمر بأنه “مؤامرة تهدد السلم الإقليمي والدولي”. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إن “حكومة السودان تود أن تلفت نظر المجتمعين الإقليمي والدولي إلى حجم التآمر الذي تتعرض له، عبر الاستهداف الذي تواجهه من قِبل ما تسمى بميليشيا الدعم السريع وقوات المرتزقة التي تقاتل في صفوفها”. وكان الجيش السوداني قد نشر الأحد مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، يُظهر -بحسب زعمه -مرتزقة أجانب من كولومبيا يقاتلون مع ميليشيا “آل دقلو”، مؤكداً مقتلهم في معارك بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. كما أشار إلى استيلائه على مركبات قتالية ومعدات وأجهزة، واعتبر أن الفيديوهات المسجلة “تثبت حجم المؤامرة على البلاد”. وأضافت الخارجية أن مشاركة مرتزقة من دول الجوار وأخرى خارج القارة “تفرض واقعاً جديداً يهدد سيادة الدول وينتهك حرماتها، ويحوّل النزاع في السودان إلى حرب إرهابية عابرة للحدود تدار بالوكالة”. وأوضحت أن بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة قدمت هذه الوثائق لمجلس الأمن، كما وثّقت الظاهرة منظمات إقليمية ودولية وتقارير إعلامية استقصائية. من جانبها، أكدت “القوة المشتركة” للحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش في الفاشر، أن المعارك الأخيرة كشفت “مشاركة غير مسبوقة لعناصر مرتزقة من جنسيات متعددة”، مشيرة إلى أن 80 عنصراً من كولومبيا، إضافة إلى آخرين من جنوب السودان وتشاد، كانوا ضمن صفوف “الدعم السريع”. وأوضحت أن بعض هؤلاء المرتزقة كانوا مكلفين بتشغيل الطائرات المسيّرة وتنسيق عمليات القصف المدفعي، فيما أوكلت إليهم مهام استهداف المدنيين الفارين من الفاشر، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، في انتهاك للقوانين الإنسانية الدولية. ويواجه الجيش السوداني بدوره اتهامات بالاستعانة بمرتزقة أجانب، بما في ذلك قوات من “التقراي” الإثيوبية، لكنه ينفي هذه المزاعم.