أفادت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل التعنت في السماح بدخول المساعدات الإنسانية القادمة من مصر إلى قطاع غزة، رغم الحاجة الماسّة لهذه الإمدادات الحيوية التي تمثل شريان الحياة لملايين الفلسطينيين داخل القطاع. استمرار التعنت الإسرائيلي ووفق ما بثته القناة، فإن الاحتلال لا يزال يضع العراقيل أمام قوافل المساعدات الإنسانية التي يتم تجهيزها في الأراضي المصرية، بهدف التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها سكان غزة منذ اندلاع الحرب.هذا التعنت يأتي في وقت تتزايد فيه المطالبات الدولية والإقليمية بضرورة فتح الممرات الآمنة، والسماح بتدفق المواد الغذائية والطبية بشكل عاجل ودون قيود، لتجنيب المدنيين مزيداً من المعاناة. أزمة إنسانية متفاقمة تشهد غزة أوضاعاً إنسانية كارثية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والأدوية، إلى جانب انهيار شبه كامل في القطاع الصحي. وتشير تقارير منظمات الإغاثة إلى أن المستشفيات باتت تعمل فوق طاقتها القصوى، وسط عجز كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاج آلاف الجرحى والمصابين. وأضافت القناة أن استمرار منع دخول المساعدات يعمّق من حجم الكارثة، ويضع حياة آلاف المرضى والأطفال وكبار السن على المحك، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من مجاعة وشيكة إذا استمر الحصار الإسرائيلي على هذا النحو. الموقف المصري ودور الوساطة مصر، من جانبها، كثّفت جهودها الإنسانية والدبلوماسية، حيث تستمر في تجهيز القوافل الإغاثية عبر معبر رفح البري، باعتباره المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات إلى القطاع. وأكدت القاهرة في أكثر من مناسبة أن إدخال المساعدات يمثل أولوية قصوى ضمن تحركاتها الدبلوماسية لوقف الحرب، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني. كما تلعب مصر دوراً محورياً في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، إلى جانب التنسيق مع الأمم المتحدة وعدد من الدول الكبرى لضمان وصول المساعدات بشكل مستمر، إلا أن العراقيل التي يفرضها الاحتلال ما زالت تعطل تنفيذ هذه الجهود. دعوات دولية لوقف الحصار في السياق ذاته، تتعالى الأصوات الدولية المطالبة بضرورة وقف الحصار المفروض على غزة، والسماح بدخول المساعدات دون تأخير. وقد شددت منظمات حقوق الإنسان على أن منع وصول الإمدادات الإنسانية يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يجرّم استخدام الغذاء والدواء كسلاح في النزاعات المسلحة. وأكدت القناة أن عدداً من العواصم الغربية وجّهت رسائل مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية تطالبها بضرورة الالتزام بالقوانين الدولية، وضمان حماية المدنيين، وتسهيل وصول الإمدادات الإغاثية إلى مستحقيها داخل القطاع. ضغوط داخلية على الاحتلال إلى جانب الضغوط الخارجية، يواجه الاحتلال انتقادات داخلية متصاعدة، سواء من أوساط سياسية أو من عائلات المحتجزين، التي ترى أن استمرار الحرب وتشديد الحصار لا يخدم مصالح إسرائيل الأمنية على المدى الطويل. ويرى مراقبون أن هذه الضغوط قد تدفع القيادة الإسرائيلية في نهاية المطاف إلى تخفيف قيودها والسماح بدخول المساعدات بصورة أوسع. خلاصة المشهد يبقى الوضع الإنساني في غزة على صفيح ساخن، مع استمرار الاحتلال في تعطيل إدخال المساعدات المصرية، وسط تحركات دبلوماسية مصرية وإقليمية ودولية مكثفة لكسر هذا التعنت. وبينما يترقب الفلسطينيون في القطاع أي بارقة أمل لوصول الإمدادات، تظل الأزمة مرهونة بمدى استجابة إسرائيل للضغوط المتزايدة، والتزامها بمسؤولياتها القانونية والإنسانية.