أكدت وزارة الخارجية الروسية، في بيان رسمي، أن موسكو ستضع في حساباتها الاستراتيجية ما وصفته بـ"التهديدات العسكرية الأوروبية" على حدودها، مشيرة إلى أن التحركات الغربية المتزايدة بالقرب من الأراضي الروسية تشكل مصدر قلق بالغ للأمن القومي الروسي. وجاء هذا التصريح، الذي نقلته قناة القاهرة الإخبارية، في سياق تصاعد التوتر بين روسيا والدول الأوروبية على خلفية الحرب في أوكرانيا والسباق العسكري الذي يشهده الإقليم.
الموقف الروسي من التحركات الأوروبية
أوضحت الخارجية الروسية أن موسكو تتابع بدقة الخطوات الأوروبية المتعلقة بتعزيز البنية العسكرية في دول الجوار، خاصة دول شرق أوروبا الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأكدت أن أي زيادة في الوجود العسكري الغربي على مقربة من الحدود الروسية سيُنظر إليها كتهديد مباشر يتطلب ردودًا عملية في إطار استراتيجية الدفاع الوطني.
كما شددت الوزارة على أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه التحديات، وأنها ستواصل تطوير قدراتها الدفاعية والعسكرية بما يحفظ توازن القوى في المنطقة ويمنع ما وصفته بـ"المغامرات العسكرية الغربية".
خلفية التوتر الروسي – الأوروبي
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه حالة الاستقطاب بين موسكو والدول الأوروبية، منذ اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية في فبراير ٢٠٢٢. فقد دفعت التطورات الميدانية الدول الأعضاء في الناتو إلى تعزيز وجودها العسكري في دول البلطيق وبولندا ورومانيا، وهو ما تعتبره موسكو تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
وترى روسيا أن هذه الإجراءات جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تطويقها وإضعاف دورها الجيوسياسي، بينما يصر الأوروبيون على أن هذه التحركات تأتي ضمن جهود "الدفاع الوقائي" وحماية أراضي الحلف من أي توسع عسكري روسي محتمل.
ردود أفعال متوقعة
المراقبون يتوقعون أن تؤدي التصريحات الروسية الأخيرة إلى زيادة حدة الخطاب المتبادل بين موسكو والعواصم الأوروبية، وربما تسهم في توسيع الفجوة الدبلوماسية القائمة. كما من المرجح أن تدفع هذه التطورات الكرملين إلى اتخاذ خطوات جديدة في مجالات التسليح ونشر القوات، بما يضمن مواجهة أي تهديد محتمل.
في المقابل، قد تسعى بعض الدول الأوروبية إلى استغلال الموقف لتعزيز الدعوات الخاصة بتوسيع الإنفاق العسكري المشترك داخل الاتحاد الأوروبي، وتطوير مبادرات دفاعية مستقلة عن الناتو، وهو ما قد يفتح الباب أمام سباق تسلح إقليمي متسارع.
دلالات التصعيد الحالي
تؤكد موسكو من خلال هذه الرسالة أنها تدرك حجم التحولات الجارية على حدودها الغربية، وأنها لن تتهاون في التعامل مع أي تهديدات عسكرية. ويرى خبراء أن هذا الخطاب يحمل أبعادًا ردعية موجهة إلى الناتو والدول الأوروبية، كما يعكس تصميم روسيا على حماية مجالها الحيوي بكل الوسائل الممكنة.
وفي ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، تبقى احتمالات التصعيد قائمة، حيث تزداد أهمية الحدود الروسية – الأوروبية كساحة صراع سياسي وعسكري مفتوح، ما يجعل المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من التوتر وعدم الاستقرار.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.