قال السفير عبدالله الرحبى سفير سلطنة عُمان لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، إن القمة العربية الإسلامية الطارئة التى تعُقد غدا الاثنين فى الدوحة؛ تمثل فرصة لبناء موقف عربي إسلامي موحد، يرفض التهديد بالقوة وازدواجية المعايير الدولية، والصمت الدولى إزاء العنف الإسرائيلى ويدعم جهود الوساطة والمبادرات الإنسانية؛ فالعمل العربي المشترك يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التماسك، وتغليب المصلحة العليا للأمة على أية اعتبارات أخرى. ويستطرد الرحبى، قائلًا إن انعقاد القمة يأتى فى توقيت بالغ الخطورة ومرحلة مفصلية تسلتزم من الدول العربية والإسلامية الوقوف صفًا واحدًا لصد كل ما يتهدد أمن المنطقة ، ويحول دون الانجرار إلى حالة من الفوضى فى الإقليم وبالتأكيد ينطبع أثرها على العالم بأسره، وتلك التهدديات لا تتطلب تحركًا عربيًا مشتركًا والضغط الدولي لوقف النهج العدوانى. ووصف الرحبى استهداف قطر الشقيقة بأنه استهداف لكل الخليج و صفعة دبلوماسية للمنظومة الدولية برمتها، وفي هذا السياق، ثمن سفير سلطنة عمان الدور المحورى الذي تضطلع به مصر وقطر في الوساطة بين حركة حماس ودولة الاحتلال لإرساء السلام ، والوساطة الإنسانية والسياسية لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتخفيف معاناة المدنيين، والسعي إلى حلول تُعيد الأمن والاستقرار. وأضاف أن العدوان على الدوحة جاء فى سياق سياسات التصعيد الابتزاز السياسي التي تنتهجها حكومة الاحتلال، والتي باتت تضرب عرض الحائط بكل المواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية، بل هو انعكاس لتناقضات المشروع الإسرائيلي. إن العدو الإسرائيلى يسعى لإفشال جهود السلام وقد أصبحت هذه الجهود فى مرمى حملات الاحتلال لإحباطبها، ومحاولة تشويهها . وشدد الرحبي على ثوابت سلطنة عُمان بقيادة السلطان هيثم بن طارق وإيمانها المطلق بضرورة احترام سيادة الدول، واللجوء للطرق الدبلوماسية لإنهاء الصراعات، كما أعربت سلطنة عُمان عن تضامنها منذ اللحظات الأولى مع قطر الشقيقة ورفض أي تدخل أو استهداف موجه ضدها، كما تشدد السلطنة على أن السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق دون إنهاء الاحتلال، ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. واستطرد قائلاً: لقد أظهرت سلطنة عُمان عبر اتصالات قيادتها الحكيمة – وكان أبرزها اتصال السلطان هيثم بأخيه الشيخ تميم بن حمد – تضامنًا مبدئيًا وراسخًا، ينطلق من احترام عُمان لسيادة الدول وحرمة أراضيها. وتأتي مشاركة سلطنة عُمان في هذه القمة تأكيدًا على دورها الفاعل، وموقفها الثابت الرافض لأي اعتداء على سيادة الدول، و أن الأمن الخليجي والعربي وحدة لا تتجزأ، وأي مساس به يمثّل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة بأسرها، كما تعكس عمق روابط الأخوة المتينة التي تجمع سلطنة عمان ودولة قطر الشقيقة، والتضامن الكبير معها، ونهجها الدائم في الوقوف إلى جانب أشقائها في الأزمات، ودعم الجهود المشتركة الهادفة إلى حماية الأمن القومي العربي والإسلامي في وجه ما تتعرض له بعض الدول من انتهاكات تمس استقرارها وسيادتها.