اكتشاف أبجدية منقوشة في صخور عُمان واليمن يكشف أسرار قبيلة عاد تمكّن الباحث أحمد الجلاد من فك رموز ما يُعرف بـ"الخط الظفاري"، أحد أقدم الألغاز الكتابية في شبه الجزيرة العربية، بعد أكثر من قرن من الحيرة لدى علماء الآثار واللغويين. نقوش غامضة عبر القرون عُثر على هذه النقوش في جبال وكهوف وصحارى ظفار جنوب عُمان، وأجزاء من اليمن وجزيرة سقطرى. ورغم أن العلماء أدركوا منذ البداية أنها تمثل نظام كتابة، فإنهم لم يتمكنوا من قراءتها أو مقارنتها بشكل حاسم مع الخطوط القديمة الأخرى، وظلّت غامضة باستثناء كلمة وحيدة هي "ابن". الاكتشاف الحاسم: الأبجديات الثلاث الاختراق العلمي جاء عندما اكتشف الجلاد ثلاثة نقوش على شكل "أبجديات تدريبية" كُتبت فيها الحروف بالترتيب، أشبه بدفاتر الأطفال التي يُمارسون فيها كتابة "أ، ب، ت...". ومن خلال تحليلها، أعاد الجلاد بناء أبجدية تتكون من 26 حرفًا، ما أتاح قراءة النقوش للمرة الأولى. أصوات من الماضي أظهرت الترجمات الأولية كلمات مثل "br" بمعنى "ابن"، و"ḥwg" بمعنى "يحتاج أو يرغب"، و"ḥmd" بمعنى "يحمد أو يشكر". كما تضمنت بعض النقوش أدعية للآلهة القديمة مثل "شَمس"، إلهة الشمس، بطلب طول العمر أو العون. أهمية الاكتشاف تكشف دراسة الخط الظفاري أنه يجمع بين تقاليد جنوب الجزيرة العربية وعناصر من الخطوط الشمالية، ما يشير إلى تفاعل ثقافي واسع في تلك الحقبة. وتشير اللغة التي تقف وراءه إلى صلة باللغات العربية الجنوبية الحديثة مثل المهرية والسقطرية، لكنها ليست مطابقة لها، وربما تعود إلى لغة مفقودة اندثرت منذ قرون. أسرار لم تُكشف بعد ورغم هذا التقدم، لا يزال هناك أنماط أخرى من الخط الظفاري، تُعرف بـ"النمط 2"، لم تُفك رموزها بعد، ما يعني أن الاكتشاف فتح الباب أمام المزيد من الأبحاث حول تاريخ الجزيرة العربية الثقافي واللغوي.