اختتمت في العاصمة العراقية بغداد اليوم أعمال الملتقى العربي الثالث لإحصاءات السياحة، الذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع وزارة السياحة والثقافة والآثار بجمهورية العراق، وبمشاركة واسعة من ممثلي وزارات وهيئات السياحة والإحصاء في الدول العربية، إلى جانب منظمات إقليمية ودولية بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومركز سيسرك، وعدد من المؤسسات الأكاديمية. وخلال الجلسة الختامية، أكد السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، أن الملتقى يشكل منصة محورية لتبادل الخبرات والتجارب العربية والدولية، مشددًا على أن تطوير المنظومة الإحصائية السياحية العربية بات ضرورة لمواكبة المتغيرات العالمية ودعم اتخاذ القرار القائم على البيانات. على مدار ثلاثة أيام، ناقش المشاركون محاور متنوعة شملت التجارب الدولية والعربية في إحصاءات السياحة، الحسابات الفرعية للسياحة، الابتكار والتكنولوجيا الحديثة في إنتاج البيانات، ودور الإعلام والاستثمار في تعزيز الإحصاءات السياحية. كما شهد الملتقى عرض أوراق بحثية من خبراء عرب ودوليين تناولت أحدث المنهجيات وأدوات جمع وتحليل البيانات، ودورها في دعم التنمية المستدامة. وفي ختام أعماله، أصدر الملتقى مجموعة من التوصيات التي ركزت على إعداد استراتيجية عربية شاملة لتطوير إحصاءات السياحة وفق المعايير الدولية، وإطلاق برامج تدريبية لبناء قدرات الكوادر الوطنية العاملة في القطاع. كما تضمنت الدعوة إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة والبيانات الضخمة مثل بيانات الهواتف المحمولة وبطاقات الدفع الإلكتروني لقياس حركة السياحة، وإنشاء قاعدة بيانات عربية موحدة تسهم في التكامل وتوفير معلومات دقيقة لصانعي القرار، إلى جانب توسيع التعاون الدولي والإقليمي من خلال شراكات مع المنظمات العالمية والمؤسسات الأكاديمية. وأجمع المشاركون على أن نجاح الملتقى يعكس الإرادة العربية المشتركة لبناء نظام إحصائي سياحي متطور، بما يعزز مكانة القطاع السياحي كأحد أهم محركات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية.