نائل شلبي، طفل فلسطيني يبلغ من العمر أربعة أعوام، يعيش مع أسرته في خيمة في مدينة دير البلح وسط غزة، كان يجلس مع والده وشقيقه أمام الخيمة وإذ بقصف صاروخى إسرائيلي يتسبب في دخول شظايا القصف في رأس هذا الطفل الصغير وتفقده الحركة والبصر والسمع والنطق. لم يرحم الاحتلال نائل وأسرته، فبعد أن قتل شقيقه وأصاب والده، تعمد استهداف المدنيين في الخيام بالمناطق الإنسانية التي حددتها إسرائيل داخل القطاع، بينما يقف الأطباء في مستشفى شهداء الأقصى عاجزين عن التعامل مع حالة الطفل المرضية، والتي زادت سوءا بسبب سوء التغذية الحاد، مما تسبب له في تشنجات والتهابات شديدة في الرأس بجانب تقرحات وارتفاع مستمر في درجة الحرارة. الطفل الفلسطيني نائل شلبي وفي 21 أغسطس الماضي، أكد خليل الدقران، المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، أن ️ المستشفى الحكومي الوحيد بالمنطقة الوسطى يعمل بقدرة تشغيلية تفوق 300–350%، مشيرا إلى أن هناك ضغط هائل يجبر المرضى على النوم بالممرات، وأحيانًا 3–5 مرضى على سرير واحد. وأضاف في بيان، أن الطواقم الطبية تعاني سوء التغذية والإرهاق، وتراجع أداؤها بنسبة 20–30%، ولم تتلق سوى 9% من رواتبها، و خلال شهر واحد فقط سُجلت 195 حالة وفاة بسبب سوء التغذية، موضحا أن مراكز المساعدات تحولت إلى “مصائد موت” بعد استهداف الاحتلال للمدنيين فيها. وأشار إلى أن هناك️ 20 ألف مريض بحاجة للعلاج بالخارج، لم يسمح الاحتلال إلا بخروج 300 فقط 1%، بينما ما يدخل من أدوية لا يتجاوز 1% من الاحتياج الفعلي، مع تدفق مئات الإصابات يوميا، مؤكدا أن الوضع كارثي ولا يمكن لأي منظومة صحية تحمله دون دعم عاجل. نائل شلبي فيما قال الهلال الأحمر بغزة، خلال بيان له في 30 سبتمبر، أنه يواصل جهوده لتأمين المساعدات الطبية في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المكثف، موضحا أن الخدمات الطبية شحيحة والوضع ينذر بكارثة إنسانية بالغة الخطورة.وأضاف أن طواقمه تواصل تقديم الخدمات الطبية رغم العراقيل والتهديدات الإسرائيلية، كما يعمل مع منظمات دولية لتوفير الدعم الطبي والوصول إلى المصابين قدر الإمكان. ويكشف هانى أبو شلبي، والد الطفل المصاب في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، تفاصيل إصابة ابنه، موضحا أنه كان أمام خيمته مع أولاده أمير ونائل أمير ليستهدف الاحتلال خيمته في 25 مايو واستشهد نجله أمير علي الفور ونائل تعرض لإصابة شظايا في الجمجمة. الطفل نائل شلبي ويضيف، أن الشظايا تسبب في فقدان ابنه البصر والنطق والسمع بالإضافة للتشنجات شديدة، ومنذ ذلك التاريخ وهو يعالج في مستشفى شهداء الأقصى وفي ظل انهيار الإمكانيات الطبية واستهداف المنظومة الصحية تدهورت حالة ابنه بشكل خطير وأصبحت حياته مهددة بالخطر. ويؤكد هانى أبو شلبي، أن الأطباء أكدوا عجزهم عن علاج ابنه بسبب نقص الإمكانيات وأوصوا بضرورة نقله للعلاج في الخارج فورا قبل فوات الأوان، لافتا إلى أنه حصل على تحويلة طبية وما زال ابنه لا يستطيع السفر للعلاج خارج القطاع.