في مشهد مؤلم يلخص جانبًا من المأساة الإنسانية في غزة، يرقد الطفل حلمي بربخ، صاحب الـ 15 عاما على سريره في مجمع ناصر الطبي بالقطاع، يعاني من شلل رباعي وسوء تغذية حاد بعد إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في الرأس، ما تسبب في تدهور خطير لحالته الصحية ودخوله في غيبوبة طويلة استمرت أكثر من 47 يوما داخل قسم العناية المكثفة.

إصابات الطفل حلمى بربخ

ورغم مرور الوقت، لا يزال حلمي يصارع آثار إصابته في ظل عجز الكوادر الطبية عن تقديم الرعاية اللازمة له، بسبب نقص حاد في الأجهزة والمستلزمات الطبية التي تعاني منها مستشفيات قطاع غزة جراء الحصار المستمر والقصف المتواصل.

الطفل حلمى بربخ

بحسب عائلة الطفل الفلسطيني، فإن الفريق الطبي في المستشفى أكدوا أن حالته تتطلب سفر عاجل للعلاج خارج القطاع لإجراء عمليات جراحية متقدمة من الممكن أن تنقذ حياته وتمنحه فرصة للتعافي، في وقت تناشد فيه عائلته والمنظمات الحقوقية المجتمع الدولي التدخل السريع لإنقاذ الطفل حلمي قبل فوات الأوان.

تقرير طبي للطفل الفلسطيني حلمى بربخ

وتسببت حالة الشلل التي يعاني منها القطاع الطبي في غزة في مزيد من الآلام للمرضى والجرحى في ظل النقص الكبير في المستلزمات الطبية  والأدوية، وانهيار شبه كامل للمستشفيات، حيث أكدت جمعية الإغاثة الطبية بغزة خلال بيان لها، في 30 أكتوبر، أن هناك 350 ألف مريض بالسكري لا يجدون أي متابعة طبية.

التقرير الطبي للطفل حلمى بربخ

وأضافت: "فقدنا 40% من مرضى الكلى في القطاع، ويجب على الجميع الضغط على الاحتلال لإخراج المرضى من القطاع"، ومن جانبها، تقول مي فيصل، والدة الطفل الفلسطيني المصاب حلمي بربخ، بصوت يملؤه الحزن والألم: "طفلي أصيب في 22 يونيو برصاصة في رأسه، وجلس في العناية المركزة 47 يومًا وهو في غيبوبة، وبحمد الله استيقظ من الغيبوبة وخرج من العناية، لكنه الآن مشلول شللًا رباعيا".

وتضيف الأم المكلومة في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن أن حالة طفلها تتطلب علاجا عاجلا خارج غزة، نظرًا لعدم توفر الإمكانيات الطبية اللازمة داخل المستشفيات التي تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات، مؤكدة أن الطفل يحتاج إلى رعاية خاصة وتأهيل طبي مستمر لإنقاذ ما تبقى من صحته بعد أن تحولت إصابته إلى معاناة يومية له ولأسرته، خاصة أنه حصل على تحويلة طبية للعلاج بالخارج.