في أحد أقسام مستشفيات غزة، ترقد الطفلة الفلسطينية يارا الغولة، البالغة من العمر أربع سنوات، وهي تكافح بصمت من أجل التقاط أنفاسها وسط أنين الأجهزة الطبية التي تبقيها على قيد الحياة. الطفلة الفلسطينية المصابة يارا الغولة يارا التي كانت قبل الحرب بصحة جيدة تمامًا ولا تعاني من أي مرض، أصيبت بتليف خطير في الرئتين نتيجة التهابات حادة ومتكررة سببتها بقايا بارود الصواريخ الإسرائيلية التي استنشقتها أثناء وجودها مع عائلتها في مدرسة مخصّصة للإيواء خلال القصف. اليوم، باتت حياتها معلقة بأسطوانة الأكسجين التي ترافقها ليلًا ونهارًا، إذ لا تستطيع التنفس بدونها، ودخلت العناية المكثفة أكثر من مرة بسبب تدهور حالتها الصحية. معاناة يارا بحسب عائلة الطفلة، فإن المرض لم يؤثر فقط على رئتيها، بل امتد إلى قدرتها على الحركة والكلام، فأصبح التنفس بالنسبة لها مجهودًا مؤلمًا ومستمرًا. ويؤكد الأطباء في غزة عجزهم عن تقديم الرعاية اللازمة لخطورة وضعها ونقص الإمكانيات والمعدات الطبية، مشددين على أن حالتها تتطلب نقلًا عاجلًا للعلاج خارج القطاع لإنقاذ حياتها. انهيار المستشفيات حالة انهيار المنظومة الصحية كشفها مدير عام مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية، الذي أكد أن القطاع بدون أجهزة رنين مغناطيسي، قسطرة القلب، أو أجهزة الفحص المبكر لسرطان الثدي. طفلة يارا الغولة وأضاف، "نحتاج إلى قوافل كبيرة من الإمدادات والأجهزة الطبية لاستعادة المنظومة الطبية في القطاع، خاصة أن بعض العمليات الكبيرة خاصة جراحة الأورام لا نستطيع تقديمها بسبب تدمير الاحتلال المراكز الطبية ومنع إدخال الأجهزة التشخيصية". وتابع، "نعالج المرضى بطرق تقليدية ونعطي الأولوية بالعلاج لمن فرصته بالحياة أكثر، ولا يوجد لدينا قدرة على ترميم العظام ونلجأ للبتر"، وأجرينا عملية معقدة لمريضة 29 عامًا لاستئصال سرطان من الرحم إلا أن هذه المريضة تحتاج إلى علاج إشعاعي غير متوفر في القطاع، وإذا لم تتلق هذا العلاج سينتشر المرض من جديد، و️طبيبان متخصصان في علم الأنسجة ارتقَيا خلال العدوان، وكانا من القلائل الذين يحددون نوعية الأورام السرطانية". الطفلة الفلسطينية يارا الغولة صرخة الأم من جانبها تقول والدة الطفلة يارا الغولة، بصوت يختلط فيه الخوف بالحسرة، إن ابنتها أُصيبت أثناء القصف الذي استهدف المدرسة التي كانت العائلة تنزح فيها، مضيفةً:"انقصفنا داخل المدرسة، وسقط شهداء وإصابات كثيرة، ويارا تضررت رئتاها من البارود اللي استنشقته وقتها." التقرير الطبي للطفلة الفلسطينية يارا الغولة وتضيف الأم لـ"اليوم السابع": "منذ عامين ويارا تعاني، صار لها تسعة شهور معها تحويلة طبية وما أحد يساعدنا للسفر كي تعالج، وابنتي تعيش على الأكسجين، وإذا ارتفع تخنق فورًا، ولا تستطيع المشي بسبب العلاج غير متوفر في غزة." وتتابع الأم بحرقة، "الأطباء عجزوا في عمل أي شيء لها، وكل يوم حالتها تسوء أكثر، وأنا بخاف كل لحظة أفقدها."