في عرضٍ يفيض بالترف والرقي، قدمت ماكس مارا Max Mara مجموعتها المنتظرة ريزورت 2026 في أحد أكثر المواقع الملكية سحرًا في إيطاليا في قصر ريجيا دي كاسيرتا، الواقع جنوب البلاد، شكّل الحدث تحية مبهرة للفن المعماري الباروكي وللأناقة الهادئة التي لطالما تميزت بها العلامة، وعلى مدار يومين متتاليين، نجحت Max Mara في إحياء روح الماضي وتكريس الحاضر ضمن تجربة بصرية وعاطفية آسرة.

قصر ريجيا دي كاسيرتا: مسرح للموضة والفخامة

1. يقع قصر ريجيا دي كاسيرتا في قلب الجنوب الإيطالي، وهو قصر يعود للقرن الثامن عشر ويُعد من أعظم إنجازات العمارة الباروكية والنيوكلاسيكية في أوروبا، اختار إيان غريفيث، المدير الإبداعي للدار، هذا المكان ليتماشى مع فلسفة Max Mara في تقديم عروضها بمواقع تحمل دلالات ثقافية وتاريخية كبرى، وقد سبق أن قُدّمت عروض الدار في البندقية، وجزيرة إسكيا، وستوكهولم، ولشبونة.
2. بين الأعمدة الرخامية والدرج الملكي وحدائق القصر الواسعة، تنقلت العارضات بين الحضور بإطلالات تنبض بأناقة الزمن الحاضر، وتُحيي ترف الماضي من خلال خطوط صارمة ومواد فاخرة تنضح بالبساطة الراقية.

الجنوب الإيطالي كمصدر إلهام

1. استلهمت Max Mara في مجموعتها ريزورت 2026 من الروح الغنية للجنوب الإيطالي، وتحديدًا مدينة نابولي، بعراقتها النابضة بالحياة وتنوعها الثقافي الآسر. في هذه المجموعة، لم يكن الجنوب مجرد خلفية جغرافية، بل شكّل نبضًا بصريًا وروحيًا في كل تصميم، من الألوان الدافئة المستوحاة من شمس البحر الأبيض المتوسط إلى الأقمشة التي تستحضر ملامس الطبيعة من رمال، وصخور، وزهور برية.
2. أعاد إيان غريفيث ترجمة مشاهد نابولي في تفاصيل دقيقة مثل ألوان البيج الرملي والطيني الدافئ تُحاكي جدران المدينة العتيقة، بينما تعكس الظلال البحرية لون الخليج في لحظات الغروب. أما القصّات المنسابة، فاستحضرت خفة الرياح النابوليتانية، وحالة الانسياب التي يعيشها زوار الجنوب على امتداد السواحل.

إعادة ابتكار القطع الأيقونية

رغم اعتمادها على إرث غني، لم تقع Max Mara في فخ التكرار، بل أعادت ابتكار قطعها الأيقونية بروح عصرية. من أبرزها:

• معطف الكاميل الذي يُعد رمزًا خالدًا للدار، جاء هذه المرة بقصّات جديدة، منها معاطف بلا أكمام، وأخرى بأكتاف منحنية، وأطوال غير متوقعة.
• البليزرات الواسعة ذات الأزرار الكبيرة التي استُوحيَت من أنماط الستينات، لكن بقماش حديث كالصوف الخفيف واللينن الطبيعي.
• الفساتين الانسيابية، بطبقات خفيفة وتفاصيل دقيقة كالطيّات والبليسيه.

أناقة أنثوية بتفاصيل ذكورية

1. في مجموعة Max Mara ريزورت 2026، تُبرز العلامة الإيطالية فهمها العميق لتعقيدات المرأة المعاصرة من خلال مزج التفاصيل الذكورية الصارمة مع نعومة الأنوثة الراقية، هذه الازدواجية تتجلى بوضوح في القصات الواضحة والدقيقة للسترات، التي تستلهم تقاليد الخياطة الرجالية، لكنها تُترجم بأسلوب يجعلها جزءًا لا يتجزأ من خزانة المرأة العصرية.
2. السترات الواسعة الأكتاف، والبناطيل المستقيمة ذات الخصر العالي، والقمصان البيضاء بأزرار أمامية، كلها عناصر مستوحاة من البدلات الرجالية الكلاسيكية، ولكنها أتت في هذه المجموعة مصقولة بخامات فاخرة مثل الكتان المهوّى والكشمير الخفيف، وبدرجات لونية دافئة تنقل الإطلالة من الحدة إلى الانسياب.

الطبقات والمواد: غنى بصري وملمسي

كان هناك تنوّع لافت في استخدام المواد ضمن المجموعة، فإلى جانب الكشمير الفاخر والصوف المزدوج، استخدمت Max Mara:

• الكتّان الطبيعي الذي ظهر في التنانير والقمصان بألوان طبيعية.
• الحرير المطفأ الذي زيّن الفساتين الانسيابية.
• الشيفون والبليسيه اللذين أضافا طابعًا شاعرًا للحركة.

ومن جهة القصّات، عكست بعض التصاميم فكرة "التقشّف الراقي" من خلال قطع واسعة تُرتدى على طبقات، مما يعكس فخامة غير متكلّفة.

العودة إلى الجنوب: بعد إسكيا، قصر كاسيرتا

1. تُجسّد مجموعة Max Mara ريزورت 2026 عودة شاعرية إلى جنوب إيطاليا، بعد عرضها البارز في جزيرة إسكيا عام 2021، هذا العام، اختارت العلامة قصر كاسيرتا كمسرح لعرضها، في خطوة تعكس ارتباطًا عاطفيًا وثقافيًا عميقًا بهذه البقعة الساحرة من البلاد.
2. هذا الموقع الاستثنائي منح العرض بُعدًا تاريخيًا ينسجم تمامًا مع فلسفة Max Mara في مزج الحداثة بالأصالة، اختيار الجنوب الإيطالي من جديد لم يكن مصادفة، بل تأكيدًا على الشغف المستمر بالضوء، والحيوية، والرومانسية التي تشتهر بها هذه المنطقة، الجنوب، بثقافته الغنية وتضاريسه المتنوعة، شكّل مصدر إلهام لا يُنضب، انعكس في تفاصيل المجموعة، من الألوان المشبعة بحرارة الشمس، إلى الأقمشة المتدفقة كالموج.

إرث مستمر وهوية متجددة

1. تؤكد Max Mara، من خلال هذه المجموعة، أنها دار تجيد الحديث بلغة العصر دون أن تفقد هويتها، فالتصاميم تحمل في طيّاتها سردًا بصريًا عميقًا عن المرأة، عن توازنها بين الشخصية القوية والأناقة الصامتة، بين الثقة والنعومة.
2. وهكذا، لم يكن عرض Max Mara مجرد عرض أزياء، بل كان رحلةً في الزمن، من قصر يعود للقرن الثامن عشر، إلى امرأة اليوم التي تسير بثقة نحو المستقبل.