في قلب أسبوع باريس للأزياء الراقية، أعاد الثنائي الهولندي الشهير فيكتور آند رولف Viktor & Rolf تعريف مفاهيم الفخامة والابتكار في عرض مدهش حمل بصمتهم الفريدة، من خلال مجموعة تتمحور حول الريش، لكنها تفككه وتعيد تركيبه بطريقة غير تقليدية، كما اعتدنا منهم طوال العقود الثلاثة الماضية. في عرضٍ لا يُشبه سواه، أعاد الثنائي فيكتور آند رولف تأكيد موقعهما كأحد أبرز الأصوات المفاهيمية في عالم الأزياء، استندت إلى عنصر بسيط في مظهره، ريشة، ولكنها انفتحت على احتمالات فنية وجمالية لا نهائية. لم تكن المجموعة مجرّد استعراض للأقمشة أو القصّات، بل تأمّلًا في التناقضات الجمالية، وهويات الأزياء، والازدواجية الكامنة في كل ما نرتديه. الريشة كمفهوم خيالي استلهم المصممان المجموعة من ريشة واحدة، ولكن بدلاً من تقديمها بشكل مباشر، قاما بتحويلها إلى تجربة حسية ومفاهيمية. صُنعت نحو 11,500 ريشة يدويًا من أقمشة شفافة ومواد صناعية متطورة، مما منحها مظهرًا يضاهي الريش الطبيعي لكن دون الاستعانة بأي مواد حيوانية، في التزام واضح بالأخلاق والابتكار. غطّت هذه الريشات الراقية أجزاء متعددة من التصاميم، كالأكمام والذيل والتنانير الداخلية، فخلقت حركة درامية حالمة لكل إطلالة، بينما أضفت قطع الرأس التي صممها ستيفن جونز طابعًا سرياليًا مستقبليًا، مستوحى من الطيور، ولكن من خلال تول وبوليمرات شفافة أو ملوّنة. ازدواجية بصرية مثيرة ربما أكثر ما ميّز هذا العرض هو التجربة المفاهيمية الفريدة التي قامت على الازدواجية البصرية، كل تصميم محشو ومنفوخ يقابله نظير له بنفس الخامة والشكل، ولكن بدون الحشو، هذا الانقسام أوجد مقارنة مباشرة بين الكثافة والانسيابية، بين الدراما والتقشف: النسخ المنفوخة عكست البهجة، وكان الساتان والترتر فيها يرقصان تحت الأضواء، بألوان فاكهية عميقة كالبرقوق والأحمر الياقوتي، ونقوش هندسية تحاكي البولكا دوت. أما النسخ الخالية من الحشو فجاءت أكثر شاعرية وبساطة، بلون أسود أنيق في الغالب، أظهرت جمالية القَصّ والخياطة دون مبالغات، وكشفت أن التصميم لا يحتاج إلى حجم كي يصرخ. شاهدي أيضاً: مجموعة Viktor & Rolf للأزياء الراقية هوت كوتور 2025 عرض يطرح الأسئلة عنوان المجموعة "الطيور الغاضبة" فتح الباب أمام تأويلات كثيرة، هل هي إشارة فكاهية إلى لعبة إلكترونية؟ أم تعبير عن تمرد الأنوثة في عالمٍ يموج بالصراعات؟ بدا العرض كمسرح بصري يرحّب بكل قراءة. بعض الحضور رأى لمسات غوثيّة حديثة، وآخرون وجدوا فيه تلميحات إلى عالم أفلام التحريك أو فنون السايبر بانك، مما يعكس التعدد الطبقي الذي تنطوي عليه تصاميم الدار. تأكيد على قوة الفن المفاهيمي بابتكارٍ يزاوج بين الدقة الحرفية والروح المفاهيمية، جسدت مجموعة خريف 2025-2026 من فيكتور ورولف أهمية التعبير الشخصي دون قيود، والانفتاح على الغرابة والازدواجية كجزء من جماليات العصر الحديث. أثبت العرض مجددًا أن الموضة ليست مجرد زينة خارجية، بل لغة مرئية تعبر عن القلق، والحلم، والانفجار العاطفي في آنٍ واحد، وبالريش، قدّما رسالة خفيفة في الشكل، عميقة في المضمون. رض يتجاوز الزينة إلى المفهوم لم تكن مجموعة فيكتور آند رولف مجرد استعراض للمهارة الحرفية أو البراعة البصرية، بل كانت طرحًا فلسفيًا عن الازدواجية في التعبير، والحد الفاصل بين الزينة المفرطة والتجريد النقي. من خلال تقديم كل تصميم في نسختين، واحدة محشوة ومزخرفة، وأخرى مبسطة وخفيفة،طرح الثنائي تساؤلًا عن مدى تأثير الحجم والكتلة والديكور على هوية التصميم، وعن الكيفية التي تؤثر بها هذه العناصر على الطريقة التي تُرى بها المرأة، أو تُقدّم ذاتها. شاهدي أيضاً: مجموعة Viktor & Rolf هوت كوتور 2024 أناقة ذات هوية مزدوجة في جوهر مجموعة فيكتور آند رولف لخريف 2025-2026، يكمن استكشاف معمّق للهوية الأنثوية متعددة الأوجه، عبر كل تصميم مزدوج، واحد منفوخ ومحشو بالريش، وآخر مبسّط وخالٍ من الزينة، ظهرت الأناقة ككيان قابل للتشكل، يحمل في طياته نقيضين: الجرأة والهدوء، الفوضى والتناغم. تلك الهوية المزدوجة لا تعبّر فقط عن تنوع الأسلوب، بل تعكس أيضًا الانقسامات الداخلية في شخصية المرأة المعاصرة، التي تتنقل بين القوة والنعومة، التعبير الصريح والاحتواء الصامت، وقد عبّر المصممان عن ذلك بأسلوب بصري فريد، جعل من كل إطلالة مرآة لذاتٍ تبحث عن توازنها في عالم متغير. ختام شاعري لتجربة حسّية اختُتم العرض بمجموعة من الفساتين الهادئة ذات القصّات الانسيابية والألوان الخافتة، في لحظة بدت كاستراحة بصرية وتأملية بعد موجة من الغرابة المقصودة. فستان طويل من التول الرمادي المصمت، مصحوب بحركة خفيفة لريش متناثر على الأكمام والذيل، اختصر روح المجموعة، شاعرية مركبة لا تخشى التناقضات، بل تتبناها بكل وعي. ببراعة فنية وفكرية متناهية، أثبت فيكتور آند رولف أن الأزياء الراقية لا تُقاس فقط بفخامتها، بل بقدرتها على طرح الأسئلة وتوسيع حدود الإدراك البصري، فكل ريشة، وكل تنورة منتفخة أو نُسخة مبسّطة، كانت بمثابة استعارة عن الذات المتحوّلة والهوية المركّبة، وفي عالم يميل نحو التعريفات الثابتة، قدّمت هذه المجموعة دعوة مفتوحة للانعتاق، مؤكدة أن الموضة، في جوهرها، ليست ما نراه فقط، بل ما نشعر به ونفكّر فيه أيضًا. شاهدي أيضاً: مجموعة Viktor & Rolf هوت كوتور 2023 شاهدي أيضاً: مجموعة Viktor & Rolf هوت كوتور 2024 شاهدي أيضاً: مجموعة Viktor & Rolf هوت كوتور خريف 2022