الارشيف / أزياء / ليالينا

مجموعة Tod’s ربيع وصيف 2026

منذ تأسيسها، شكّلت تودز Tod’sعلامة فارقة في عالم الأناقة الإيطالية، حيث ارتبط اسمها بالترف الهادئ والحرفية الجلدية الدقيقة، في عرض ربيع وصيف 2026، قدّم المدير الإبداعي ماتيو تامبوريني رؤية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، محتفيًا بجمال التفاصيل الصغيرة وملمس الحياة اليومية، جاء العرض في متحف PAC للفن المعاصر ضمن أسبوع الموضة في ميلانو Milano Fashion Week، ليُرسّخ الصلة بين الموضة والفن، وبين الحاضر وجذور الحرفة التقليدية التي تميّز الدار.

كان المفهوم المحوري للمجموعة هو "الرقي الهادئ"، حيث لا تسعى القطع إلى لفت الأنظار بالصخب، بل تحتضن الجسد بخفة، وترافقه بشعور من الراحة، هذا النهج لم يكن وليد اللحظة، بل جاء كامتداد لمسيرة طويلة جعلت من تودز رمزًا للأناقة الطبيعية، لكنه اكتسب هنا أبعادًا جديدة عبر لغة بصرية مستوحاة من الفن، السينما، والتراث الإيطالي.

مصادر الإلهام: من السينما إلى الفنون التشكيلية

لم تكن مجموعة ربيع وصيف 2026 مجرد عرض أزياء، بل تجربة حسية جمعت بين مراجع مختلفة:

  • "صيف إيطالي" لكلود نوري الذي عكس دفء الضوء ونعومة الإيماءات.
  • لوحات الفنان فيليس كازوراتي بصمتها الجمالي وتأملها في الأشكال البسيطة.
  • الجاذبية الهادئة لعارضتي التسعينات كيت موس وإيما بالفور، حيث الرقة تمتزج بالبرود الأنيق.

هذه التأثيرات صهرت معًا في سرد بصري حمل روح أواخر الصيف، حيث تمتزج الراحة اليومية مع الحسية الخفية، في لحظةٍ يقف فيها الزمن بين الوداع والترقب.

عرض خاص بالحرفة: عندما تتحول التفاصيل إلى

  1. من أبرز محاور العرض حضور الحرفيين الذين عملوا مباشرة أمام الجمهور. ارتدوا معاطف بيضاء ونسجوا تفاصيل جلدية صغيرة، ليذكّروا الجميع بأن اليد البشرية هي قلب تودز.
  2. هذا المشهد كان مدعومًا بتركيب فني مستوحى من نعل "غومينو" الأيقوني، الذي تحوّل من مجرد عنصر وظيفي إلى رمز جمالي يزين الملابس والأحذية.
  3. الثقوب التي تُميز الغومينو عادت لتظهر على المعاطف، الأحذية، والحقائب، بل حتى على تصميم مقدمة الحذاء المفتوح، لتجعل من الحرفة لغة تصميم قائمة بذاتها.

الجلد: المادة الملكية لدار تودز

الجلد هو الجوهر الأبدي لتودز، وقد تجلّى هنا بصور متعددة:

  • الأحذية: اللوفر والشباشب بألوان ترابية، بخيوط يدوية سميكة متعددة الألوان تحوّل التقنية إلى زخرفة.
  • المعاطف: ترنش كوت قطنية بخياطة داخلية جلدية، تمنح التصميم لمسة وظيفية مخفية.
  • السترات: فضفاضة لكنها تحافظ على البنية، لتجسد فكرة "الراحة الأنيقة".
  • الفساتين: جلدية قصيرة بدون أكمام، مُصممة لجمهور أصغر سنًا، تُجمع مع أحذية مسطحة مزينة بأجزاء معدنية ذهبية.

هذه التوليفة أعادت تعريف الجلد كخامة، ليس فقط كمادة صلبة، بل كعنصر مرن قادر على التعبير عن الخفة والمرح.

بين الأقمشة والتفاصيل: الخفة كمفهوم

مزج تامبوريني الجلد مع أقمشة أكثر انسيابية مثل:

  • بوبلين القطن: قُدّم كفساتين قصيرة مزيّنة بشرائط جلدية ملونة.
  • الحرير: ظهر في بلوزات وتنانير فولار بطبعات مستوحاة من أعمال فرانك ستيلا.
  • قماش الباشمي: لتنانير ناعمة حملت ألوان المجموعة الترابية.
  • نابا مثقوبة: أضفت لمسة من التهوية والحداثة.

النتيجة كانت قطعًا تتماوج بخفة، وكأنها مصممة لترافق الحركة اليومية بسلاسة.

لوحة الألوان: أواخر الصيف في أقمشة

اعتمدت المجموعة على لوحة ترابية دافئة، لكن مع لمسات تضيف إيقاعًا غير متوقع:

  • البيج والكاميل كلون أساس.
  • الأصفر الزعفراني كلحظة إشراقة.
  • درجات محروقة استحضرت غروب الشمس.
  • الأخضر الزيتوني والأبيض العاجي كطبقة توازن.

هذا المزج اللوني عزز فكرة "الأناقة الصامتة"، حيث الجمال يُكتشف تدريجيًا مع التفاصيل.

الإكسسوارات: لمسات تكمل القصة

لم تغب الإكسسوارات عن السرد، بل عززته:

  • حقيبة Tod’s Wave: عُرضت بخياطة متباينة تُبرز الطابع العصري.
  • الحقائب الصغيرة: مصنوعة من الجلد المثقوب لتتماشى مع ثيمة الغومينو.
  • الأحذية: من اللوفر الكلاسيكي إلى الصنادل المفتوحة، جميعها محملة بتفاصيل معدنية أو زخارف جلدية دقيقة.

الإكسسوارات هنا لم تكن مجرد إضافة، بل جزء من الرواية الكاملة التي تربط التراث بالحداثة.

جاذبية جديدة لجمهور أصغر

  1. من الواضح أن تامبوريني يهدف إلى توسيع قاعدة جمهور تودز، فإلى جانب القطع الكلاسيكية، قدّم فساتين قصيرة جلدية وعمل على إدخال عناصر أكثر جرأة مثل المعادن الذهبية والقصات الشبابية.
  2. هذا التوازن سمح للدار بأن تبقى مخلصة لجذورها، لكنها في الوقت نفسه تخاطب جيلًا جديدًا يبحث عن الأناقة الخفيفة والعصرية.

ما وراء العرض: فلسفة "السهولة الطبيعية"

  1. أثبتت المجموعة أن الرقي لا يحتاج إلى مبالغة، في عالم تزداد فيه الموضة ميلًا إلى الزخرفة المفرطة أو البساطة المطلقة.
  2. اختارت تودز موقعًا وسطيًا، أزياء متقنة، لكنها غير متكلفة، أنيقة، لكنها قريبة من الحياة اليومية.
  3. هذا التوجه يعكس فلسفة السهولة الطبيعية التي باتت أحد أعمدة الموضة الإيطالية المعاصرة.

مقارنة مع المواسم السابقة

إذا ما قارنا مجموعة ربيع وصيف 2026 مع المواسم الماضية، نلحظ أن:

  • هناك جرأة أكبر في استهداف جمهور أصغر.
  • توسّع استخدام الجلد من الأحذية والحقائب إلى الملابس اليومية.
  • العلاقة بالفن أصبحت أوضح من خلال الطبعات المستوحاة من فرانك ستيلا.
  • الروح العامة تميل إلى التحرر من التكلّف دون فقدان هوية الدار.

إرث يتجدد

  1. جاء عرض Tod’s ربيع وصيف 2026 بمثابة إعادة تعريف للرقي الإيطالي، فهو لم يكتفِ بالاحتفاء بالتراث، بل أعاد صياغته ليناسب حياة معاصرة تبحث عن الراحة والصدق.
  2. في هذه المجموعة، يلتقي الجلد بالحرير، والتراث بالحداثة، والحرفة بالفن، لتقدم تودز صورة عن أناقة المستقبل: سهلة، صادقة، وخالدة.

مجموعة Tod’s ربيع وصيف 2026

  1. لم يكن عرض تودز مجرد استعراض للأزياء بقدر ما كان دعوة للتأمل في معنى الأناقة في العصر الحديث، فقدّمت ماتيو تامبوريني توازنًا بارعًا بين البساطة والترف، حيث بدت كل قطعة وكأنها مصممة لتمنح مرتديها حرية الحركة والراحة، من دون أن تفقد هالتها الراقية.
  2.  وفي ظل هذا المزج بين الحرفية الإيطالية العريقة واللمسات المعاصرة التي تواكب روح الجيل الجديد، برزت المجموعة كجسر حيّ بين الماضي والحاضر، مؤكدة أن قوة تودز تكمن في قدرتها على التطور مع الزمن، دون أن تتخلى عن هويتها الأصيلة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا