في عرضٍ يُشبه المسرحية السينمائية أكثر من كونه مجرد حدثٍ للأزياء، قدّمت دار دولتشي آند غابانا Dolce & Gabbana مجموعتها لربيع وصيف 2026 خلال أسبوع الموضة في ميلانو Milano Fashion Week، وقبل أن تبدأ الإطلالات في الظهور على منصة العرض، كان المشهد مهيّأً لجرعة من الدراما الراقية حيث ظهرت الممثلة ميريل ستريب إلى جانب النجم ستانلي توتشي، وهما يصوران مشاهد حية لفيلم "ذا ديفل ويرز برادا 2" بشخصيات ميراندا بريستلي ونايجل كيبلينج في مشهد يمزج بين الخيال والواقع، ومع جلوس الممثلة الصاعدة سيمون آشلي بالقرب منهما، تحول المكان إلى حدث استثنائي يختصر سحر الموضة والسينما معًا. لم يكن العرض مجرد استعراض لملابس جديدة، بل كان احتفالًا بفكرة: كيف تتحول الراحة إلى فخامة؟ وكيف يمكن لعنصر منزلي بسيط كالبيجاما أن يُصبح نجماً على منصات الموضة العالمية، محاطاً بالدانتيل والكريستال والحرير؟ هذا هو التحدي الذي وضعه دومينيكو دولتشي وستيفانو غابانا نصب أعينهما، واستطاعا تنفيذه بجرأة وإبداع. من الراحة إلى الفخامة: الفكرة الأساسية اعتمدت المجموعة على إعادة صياغة مفهوم الملابس المنزلية، تحديدًا البيجامات، وتحويلها إلى رمز للأناقة، لم تعد البيجامة مجرد زي للنوم، بل تحولت إلى لوحة فنية تحمل توقيع دولتشي آند غابانا. أطقم قطنية مخططة زُيّنت بزخارف زهرية دقيقة وأحجار كريستالية صغيرة، تضفي لمسة أنثوية فاخرة. تنسيقات جريئة مع حمالات صدر دانتيل وسراويل داخلية سوداء شفافة، في مزيج من الحسية والجرأة. استبدال البناطيل أحياناً بجوارب شفافة طويلة، تُذكّر بتصاميم أيقونية من ثمانينيات القرن الماضي. هكذا استطاع الثنائي أن يعيد تعريف التوازن بين الراحة والترف، وأن يجعل من تفاصيل صغيرة أساساً لهوية متكاملة. القصّات والبنية: بين البساطة والتعقيد في حين بدت الفكرة الأساسية بسيطة، إلا أن التنفيذ جاء معقداً وغنياً بالتفاصيل: السترات القصيرة من البروكار أضافت بعداً درامياً على الطابع المنزلي. السترات الجلدية المرنة قدّمت جرعة من العصرية والتمرد داخل سياق المجموعة. بعض الإطلالات اتخذت شكل طبقات متداخلة بين الشيفون، الدانتيل، والقطن، ما جعلها تبدو كلوحة نسيجية ثلاثية الأبعاد. وقد تميّزت المجموعة بقدرتها على الانتقال السلس من أزياء النهار الخفيفة إلى ملابس السهرة، دون فقدان خطّها الأساسي: "البيجاما المترفة". شاهدي أيضاً: مجموعة Dolce & Gabbana ربيع 2025 في أسبوع ميلانو للموضة الألوان: لوحة من الراحة والحنين اعتمدت المجموعة لوحة ألوان متوازنة بعناية، تُجسّد فلسفة دولتشي آند غابانا في الجمع بين الأصالة والحداثة: الأسود كلون رئيسي للأناقة الحسية. الأبيض والدرجات الترابية للتأكيد على البساطة النقية. لمسات من الأزهار الملونة والكريستال اللامع لإضفاء روح حيوية. هذه الألوان لم تُستخدم فقط كلونٍ خارجي، بل كعنصر سردي يحكي عن التحول من البيت إلى منصة العرض. الإكسسوارات: بين الجرأة والمرح جاءت الإكسسوارات في المجموعة لتؤكد أن التفاصيل الصغيرة قادرة على قلب المعادلة: أحذية ساتان مطرزة بالكريستال تناسب أجواء السهرة. نعال ناعمة ومريحة تبعث برسالة مفادها أن الأناقة لا تعني التخلي عن الراحة. حقائب صغيرة من الجلد والبروكار، حملت طابعاً صقلياً واضحاً في زخارفها. الإكسسوارات هنا لم تكن مجرد إضافة، بل كانت امتداداً طبيعياً لفكرة المجموعة. العودة إلى صقلية: الهوية الثقافية كما في معظم عروض دولتشي آند غابانا، حضرت صقلية كمصدر إلهام لا يمكن إغفاله، فبين نقوش الأزهار والقصات الأنثوية والانغماس في الأسود والدانتيل، يظل التراث الصقلي روحاً تتنفس في كل قطعة. المجموعة، رغم عالميتها، لم تتخل عن هذا الانتماء العميق، بل وظّفته ليكون نقطة توازن بين الحنين إلى الماضي والجرأة العصرية. شاهدي أيضاً: مجموعة Dolce & Gabbana خريف وشتاء 2025-2026 الإرث مقابل الحداثة رغم الطابع التجريبي للمجموعة، فإن روح صقلية لم تغب: الدانتيل الأسود، الأزهار، التطريزات الكلاسيكية. الحرفية الإيطالية الدقيقة في الخياطة والقصّات. لمسات تحاكي المسرح والدراما التي تميز هوية الدار. لكن ما فعله الثنائي هو مزج هذه الجذور مع حداثة متجددة، ليقدما عرضاً يبدو في الوقت نفسه تقليدياً وعصرياً، وهو سر قوة دولتشي آند غابانا. ما وراء البيجاما على السطح، قد تبدو المجموعة مجرد استعراض للبيجامات المترفة، لكن القراءة الأعمق تكشف عن خطاب ثقافي. البيجاما ترمز إلى المساحة الخاصة: المنزل، الراحة، الحميمية. عند تحويلها إلى زي علني على منصة العرض، فإنها تكسر الحدود بين العام والخاص، وتعيد صياغة العلاقة بينهما. الدار طرحت سؤالاً فلسفياً: هل يمكن للملابس أن تكون حميمية وعامة في الوقت نفسه؟ هذا البُعد الثقافي ينسجم مع تحولات أسلوب الحياة بعد الجائحة، حيث أصبحت الراحة أولوية، لكن دون التخلي عن الرغبة في التميز والظهور بأناقة. العرض كأداء مسرحي إلى جانب الملابس، كان العرض نفسه جزءاً من التجربة: الإضاءة المسرحية التي لعبت على التناقض بين الظل والنور. الموسيقى التي جمعت بين مقطوعات كلاسيكية ولمسات حديثة. مشهد ميريل ستريب وستانلي توتشي الذي جعل الجمهور يشعر وكأنه يعيش في فيلم، لا مجرد عرض أزياء. بهذا الشكل، ارتقت دولتشي آند غابانا بفكرة العرض لتجعله أداءً فنياً متكاملاً، يجمع بين السينما والمسرح والموضة. بين الحنين والجرأة مع مجموعة ربيع وصيف 2026، أثبتت دولتشي آند غابانا قدرتها على تحويل البساطة إلى فخامة، لقد نجح الثنائي في إثبات أن البيجاما، رمز الراحة المنزلية، يمكن أن تصبح عنواناً للأناقة العالمية إذا ما أُعيدت صياغتها بخامات مترفة وتفاصيل دقيقة. المجموعة كانت أكثر من مجرد أزياء، بل كانت رحلة ثقافية تربط الماضي بالحاضر، والبيت بالشارع، والراحة بالفخامة. إنها دعوة لأن نعيد النظر في مفاهيمنا حول ما هو أنيق، وما هو مريح، وكيف يمكن للاثنين أن يلتقيا دون تناقض. في النهاية، يثبت عرض Dolce & Gabbana ربيع وصيف 2026 أن الموضة ليست مجرد ملابس، بل لغة تعكس التحولات الاجتماعية والثقافية، لقد أخذت الدار رمزاً بسيطاً – البيجاما – وحوّلته إلى استعارة للراحة والترف، للحميمية والجرأة، وللماضي والحاضر. شاهدي أيضاً: مجموعة Dolce & Gabbana ربيع وصيف 2024 شاهدي أيضاً: تألق المشاهير في عرض Dolce & Gabbana ألتا مودا 2024 شاهدي أيضاً: مجموعة الجواهر الصقلية من Dolce & Gabbana