كان العرض الأول للمصممة لويز تروتر مع دار بوتيغا فينيتا Bottega Veneta واحدًا من أكثر اللحظات ترقبًا في أسبوع الموضة في ميلانو Milano Fashion Week لربيع وصيف 2026، فمنذ الإعلان عن تعيينها في ديسمبر الماضي، ارتفعت التوقعات حول رؤيتها لكيفية تطوير إرث العلامة التي تُعد مرادفًا للحرفية الإيطالية والترف الهادئ. ومع تاريخ بوتيغا الطويل القائم على "الفخامة الصامتة"، كان التحدي يكمن في الموازنة بين الحفاظ على جوهر العلامة وبين إدخال نفس جديد يناسب الألفية الجديدة. نجحت المصممة في تقديم عرض أول لم يحاول الإجابة عن كل الأسئلة، بل قدّم إشارات قوية وذكية تُبشر بمرحلة جديدة. الحرفية: العمود الفقري للدار منذ تأسيس بوتيغا فينيتا، ارتبط اسمها بالمهارة اليدوية وصناعة الجلد الاستثنائية، وقد حافظت تروتر على هذا الإرث، لكنها أعادت صياغته بطرق مبتكرة. المعطف بنمط الإنترشياتو: الذي بدا وكأنه مُغطى بحراشف زواحف، في محاكاة ضوئية تعكس الضوء مع كل حركة، ليجسد التقاء التقنية بالحياة. الجلود المنسوجة: ظهرت في عباءة طويلة مُصممة بدقة فائقة، أبرزت مهارة الدار في تحويل الجلد إلى مادة رقيقة ومرنة دون فقدان متانتها. اللمسة التجريبية: برزت في استخدام جلد أزرق بملمس يشبه الدنيم ومزين بالريش، وهي معالجة غير مألوفة كسرت الصورة التقليدية لجلود بوتيغا. هذه المقاربة تعكس فلسفة تروتر: احترام الماضي، لكن مع تحرير المواد من قوالبها. الخامات: مختبر التجديد ركزت المجموعة على المواد كوسيلة للتعبير عن الأفكار الجديدة: التريكو المضيء بالألياف الزجاجية المعاد تدويرها: من أبرز ابتكارات العرض، حيث تحولت الفساتين والتوبات إلى قطع تلتقط الضوء وتخلق بريقًا عصريًا. الأقمشة الخفيفة المتحركة: مثل الفساتين ذات الشرائط الجلدية التي تتمايل مع الحركة، مما أعطى إحساسًا بالحيوية والمرح. المعاطف الثقيلة: بأكتاف ممتدة وبُنى ضخمة تُذكر بعصر الثمانينيات، لكنها صيغت بروح حديثة تجعلها عملية وقابلة للارتداء اليومي. هذا التنوع أظهر أن بوتيغا فينيتا مع تروتر لم تعد تقتصر على الجلود، بل تسعى لفتح آفاق جديدة في تجربة المواد. شاهدي أيضاً: مجموعة Bottega Veneta ربيع 2025 في أسبوع ميلانو للموضة الألوان: بين الصمت والجرأة حافظت لوحة الألوان على هدوءها المميز مع بعض المفاجآت: الألوان الترابية التي لطالما ارتبطت بالدار. الأزرق الدنيم والرمادي المعدني لإضفاء لمسة حضرية. البرتقالي والأحمر الناري لإدخال الحيوية. هذا المزج منح العرض توازنًا بين الكلاسيكية والحداثة، وبين الرصانة والمرح. القصّات والبنية: لعبة الأبعاد أظهرت تروتر شغفًا بالتلاعب بالأبعاد: البُنى الضخمة: سراويل طويلة جدًا ومعاطف واسعة قد تبدو وكأنها تبتلع الجسم، في رسالة عن قوة الحجم كعنصر جمالي. الفساتين الحريرية: ذات القصات المظلية، التي انزلقت من الكتفين بأشرطة رقيقة، لتوازن بين القوة والنعومة. التنانير والفساتين المفعمة بالحركة: عبر الشرائط والثنيات والشراشيب الدقيقة التي أضافت إيقاعًا بصريًا إلى العرض. الإكسسوارات: ذاكرة بوتيغا الحية لا يمكن الحديث عن بوتيغا فينيتا دون التوقف عند الإكسسوارات: حقيبة "أمريكان جيجولو": التي ارتدتها لورين هاتون في الفيلم الشهير، أعادت تروتر تقديمها بروح جديدة، محتفظة برمزيتها الأيقونية. الأحذية: تدرجت من صنادل جلدية بسيطة إلى تصميمات أكثر تجريبية مستوحاة من الحركة. الأحزمة: جاءت لتعزز البنية الهندسية لبعض الإطلالات، مضيفة لمسة من الانضباط على القطع الفضفاضة. هذه العناصر أكدت أن بوتيغا الجديدة تحترم تاريخها دون أن تقع في فخ الحنين. فلسفة التصميم: الفخامة الصامتة بطبعة جديدة ما ميز المجموعة هو قدرتها على تقديم رؤية متوازنة: لا استعراض صارخ: كما نراه عند بيوت أزياء أخرى. لكن أيضًا لا تكرار حرفي: لتقاليد الماضي. بدت المجموعة وكأنها "إعادة تقييم" أكثر من كونها "إعادة اختراع"، وهو خيار ذكي لعرض أول، لم تحاول أن تقدم ثورة جذرية، بل مهدت الطريق لبوتيغا جديدة، تُعيد صياغة مفردات الفخامة في إطار عملي ومعاصر. شاهدي أيضاً: مجموعة Bottega Veneta في أسبوع ميلانو للموضة خريف 2024 مقارنة مع تاريخ الدار منذ عهد دانييل لي الذي أعاد بوتيغا إلى دائرة الضوء عبر حقائب "كاسيت" والأحذية المربعة، مرورًا بماثيو بليز الذي ركّز على الخطوط النظيفة والبساطة المتقشفة، تأتي لويز تروتر لتطرح رؤية وسطية، فهي: تحافظ على الحرفية كجوهر. تدخل الابتكار المادي كعنصر أساسي. وتترك الباب مفتوحًا للتطور المستقبلي. بداية لرحلة جديدة عرض ربيع وصيف 2026 لم يكن "الإجابة النهائية"، بل كان "افتتاحية جريئة"، قدمت لويز تروتر إشارات واضحة عن نواياها: إعادة تعريف المواد. توسيع حدود الحرفية. الموازنة بين القوة والنعومة. وبهذا العرض، وضعت بوتيغا فينيتا على بداية مسار جديد، يَعِد بالكثير من التطوير والتجديد في المواسم القادمة. المزج بين التقاليد والابتكار المجموعة بدت كأنها حوار مفتوح بين الماضي والمستقبل، فالحرفية اليدوية التي طالما اشتهرت بها بوتيغا، خصوصًا تقنية الإنترشياتو، لم تُترك كما هي. بل أُعيدت صياغتها بأبعاد جديدة، أحيانًا من خلال الخامات المستحدثة، وأحيانًا عبر اللعب على الأحجام. بدا واضحًا أن تروتر تحترم إرث الدار، لكنها في الوقت ذاته ترفض أن تبقى أسيرة له. الرسالة العامة للمجموعة عرض بوتيغا فينيتا ربيع وصيف 2026 لم يكن مجرد تشكيلة جديدة، بل بيانًا أوليًا من لويز تروتر، الرسالة واضحة: التجديد ممكن دون هدم الماضي، والابتكار يمكن أن يكون صامتًا لكنه مؤثر، لقد أعادت تعريف الأناقة كفعلٍ يومي، لا يقتصر على المناسبات الكبرى، بل يبدأ من التفاصيل الصغيرة، نسيج، حقيبة، خطوة على منصة العرض. مع هذه الانطلاقة، يبدو أن بوتيغا فينيتا مقبلة على حقبة جديدة. لويز تروتر لم تكتفِ بإحياء تراث العلامة، بل وضعت بذورًا لأسلوب أكثر معاصرة، أكثر استدامة، وأكثر تنوعًا في التعبير. ربيع وصيف 2026 كان البداية فقط، لكنه بداية تُبشر بالكثير من الثقة والابتكار. شاهدي أيضاً: مجموعة Bottega Veneta ربيع وصيف 2024 شاهدي أيضاً: مجموعة Bottega Veneta Pre-Fall ما قبل خريف 2024 شاهدي أيضاً: مجموعة حقائب Bottega Veneta لربيع وصيف 2024