في عرضٍ أنيقٍ تم تقديمه على شكل كتيّب صور خلال أسبوع الموضة في باريس، قدّم هان كيم Hun Kim، مدير التصميم لدى دار كارل لاغرفيلد Karl Lagerfeld، مجموعة ربيع وصيف 2026، التي حملت في تفاصيلها توازنًا بديعًا بين الأناقة الباريسية الصارمة وروح الريفييرا الفرنسية المنعشة.
كانت المجموعة بمثابة تحيةٍ لفيلا La Vigie، أحد المنازل المفضلة للراحل كارل لاغرفيلد في كوت دازور، حيث تعكس تصاميمها إحساسًا بالعطلة الفاخرة الممزوجة بالبساطة الراقية.
إلهام من حياة لاغرفيلد على كوت دازور
- لم تكن هذه المجموعة مجرّد تمرينٍ في الخياطة أو إعادة إنتاجٍ لرموز الدار، بل كانت رحلة في ذاكرة كارل لاغرفيلد نفسه، الذي كان يجد في البحر الأبيض المتوسط مصدرًا للسلام والإلهام. من شرفة الفيلا المطلة على البحر، إلى ضوء الشمس الذي يغمر الجدران البيضاء، استمدّ كيم إلهامه ليُترجم روح المكان في خزانة ملابسٍ أنيقة تُجسّد "الاسترخاء الباريسي".
- فالمجموعة تجسّد فكرة العيش بلا تكلّف ولكن مع ذوقٍ لا يُضاهى، امرأة كارل لاغرفيلد هنا لا تسعى إلى لفت الأنظار، بل تكتفي بأن تكون متألقة بطبيعتها، أنيقة في بساطتها، وحرّة في اختياراتها.
الخياطة المعمارية: توقيع الدار الأبدي
- كما هو متوقّع من دارٍ بُنيت على الدقّة المعمارية في الخياطة، برزت السترات ذات الأكتاف البارزة والخصور المحدّدة كركائز أساسية للمجموعة، حافظ كيم على إرث لاغرفيلد في التوازن بين الصرامة والهشاشة، فبينما كانت القصّات واضحة البنية، جاءت الأقمشة خفيفة، منسابة، تُحاكي حركة الهواء المتوسطي.
- القمصان البيضاء الأيقونية التي طالما عُرفت بها الدار، عادت بإطلالة جديدة: ياقات منحوتة، أكمام مكشوفة جزئيًا، وأزرار من اللؤلؤ الناعم. أما البناطيل الواسعة فجمعت بين الشكل الرسمي والراحة العملية، في حين أضافت التنانير المزخرفة يدويًا نفَسًا أنثويًا ساحرًا.
شاهدي أيضاً: Karl Lagerfeld يتعاون مع Vans
ألوان من وحي البحر والشمس
- اختار كيم لوحة ألوان تُحاكي طبيعة كوت دازور: الأبيض الناصع، الأزرق البحري، الرملي الفاتح، والوردي الباهت. ومع ذلك، أضاف لمساتٍ أكثر جرأة مثل الأخضر الليموني والذهبي الدافئ الذي يعكس وهج الغروب على صفحة البحر.
- وقد أتت النقشات المستوحاة من أشجار النخيل كإشارة شاعرية لحدائق الريفييرا، مطبوعة على بدلات حريرية أو أطقم جينز فاتح اللون، لتجعل من كل قطعة وكأنها لوحة من ضوء الجنوب الفرنسي.
المرأة بين الانضباط والحرية
- المجموعة في جوهرها احتفال بالمرأة التي تجمع بين الثقة والراحة. فكل تصميم فيها ينقل إحساسًا بالتحرر دون أن يفقد هيبته. فساتين خفيفة بانسيابية الشيفون تقف إلى جانب فساتين قصيرة بخطوط هندسية حادة، إنها ازدواجية الجمال الأنثوي الحديث: قوة داخلية تُعبّر عنها البساطة.
- المرأة في رؤية هان كيم ليست مجرد أيقونة موضة، بل امرأة حقيقية تعرف كيف تُوازن بين العمل والاسترخاء، بين المدينة والشاطئ، بين الكلاسيكية والحداثة.
باريس هيلتون: وجه جديد بروح كلاسيكية
- اختار كيم باريس هيلتون لتكون نجمة حملة الموسم، في خطوةٍ بدت جريئة للوهلة الأولى، لكنها كانت ذكية في جوهرها، فهيلتون، برغم شهرتها في عالم البريق، جسّدت جانبًا جديدًا من شخصية العلامة: أنوثة مرحة ولكن راقية.
- ارتدت خلال جلسة التصوير قطعًا مصممة خصيصًا لها، فساتين قصيرة من التويل الأبيض، وبدلات أنثوية منسقة مع حقائب معدنية صغيرة، هذا التعاون أضاف بعدًا معاصرًا للدار، مؤكدًا قدرتها على مخاطبة جيلٍ جديد من عشاق الأناقة دون المساس بجذورها الكلاسيكية.
شاهدي أيضاً: Karl Lagerfeld يقدم إصدار جديد للقميص الأبيض
الخفة والتوازن: فلسفة التصميم
- في كل قطعة من المجموعة، يتضح أن كيم أراد أن يخلق لغة تصميمية تجمع بين البساطة والدقة .
- التفاصيل الصغيرة، مثل الأزرار المصنوعة من الصدف، والخياطات المتقاطعة، واللمسات المعدنية اللامعة، كانت بمثابة رموزٍ لترفٍ غير متكلف.
يقول كيم في إحدى مقابلاته:
“الأناقة الحقيقية لا تحتاج إلى صراخ؛ إنها تنبع من توازن الخطوط وصدق الحرفة.”
وبالفعل، جاء هذا الموسم ليُعيد إلى الأذهان هذا المفهوم الكلاسيكي، في وقتٍ تميل فيه الموضة العالمية نحو الإفراط أو التجريب المفرط.
التراث والحاضر في حوار مستمر
- من خلال هذه المجموعة، بدا أن دار Karl Lagerfeld تدخل مرحلة جديدة من النضج، مرحلة لا تكتفي بتكريم إرث كارل لاغرفيلد، بل تُعيد تفسيره، فالدار اليوم أكثر انفتاحًا على الحوار مع جمهور متنوع، وأكثر استعدادًا لتبني مفاهيم الراحة والعملية دون أن تتنازل عن هويتها.
- لقد نجح كيم في الجمع بين دقة الخياطة الباريسية والأسلوب العملي العصري، ليقدم مجموعة تصلح لكل لحظة من حياة المرأة: من العمل إلى السفر، ومن الغداء الصيفي إلى السهرة الراقية.
العلامة في مواجهة زمن السرعة
- في عالم الموضة السريع، حيث تتغير الاتجاهات بين عشية وضحاها، تُصر دار Karl Lagerfeld على الحفاظ على إيقاعها الخاص. فبينما تسعى علامات أخرى إلى المبالغة أو الصدمة، تعتمد الدار على ما يجذب القلب قبل العين: الانسجام والصدق في التصميم.
- ربما لم تُحدث مجموعة ربيع وصيف 2026 "ثورة" في عالم الأزياء، لكنها أكدت أن الأناقة ليست في كسر القواعد، بل في إعادة كتابتها برهافةٍ جديدة، إنها صياغة حديثة لفكرة قديمة: أن الموضة ليست مجرد مظهر، بل أسلوب حياة متكامل.
خاتمة: بين الإرث والمستقبل
في نهاية المطاف، تُعد مجموعة Karl Lagerfeld ربيع وصيف 2026 رسالة واضحة من هان كيم:
“نحن لا نُعيد الماضي، بل نُعيد تفسيره.”
لقد استطاع أن يمنح العلامة هوية متجددة، تُجسّد روح كارل الخالدة، تلك التي تجمع بين الذكاء، والدقة، والخيال، في قالبٍ معاصرٍ يناسب روح هذا الجيل.
تحت شمس كوت دازور، ومع نسمات البحر، وذكريات لاغرفيلد العالقة في جدران الفيلا البيضاء، تُولد هذه المجموعة لتُذكّرنا أن الأناقة الحقيقية لا تموت، بل تُجدّد نفسها في كل موسم بروحٍ جديدة، وعينٍ ترى المستقبل بوضوحٍ لا يقل عن رؤية الماضي.
شاهدي أيضاً: Choupette على الشاطىء من KARL LAGERFELD
شاهدي أيضاً: Karl Lagerfeld جاذبية الروك بأناقة عصرية
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.