في ثاني ظهور له على رأس دار سيلين Celine، اختار مايكل رايدر أن يبتعد عن صخب باريس ليقود العلامة إلى هدوء بارك دو سان كلو، حيث تحوّل الزقاق المظلّل بالأشجار إلى منصة عرض في الهواء الطلق، لم يكن المكان تفصيلاً عابرًا، بل رسالة واضحة عن توجهه الإبداعي الجديد، فبينما تتسابق الدور الأخرى على الفخامة الصاخبة في قلب العاصمة، قرر رايدر أن يعانق الطبيعة الهادئة، وكأنه يعلن أن الثقة الحقيقية لا تحتاج إلى ضوضاء.تحت سماء متغيرة الألوان ونسيمٍ خفيفٍ يشبه نغمة مقدمة عرض أوبرا كلاسيكي، انطلقت المجموعة الجديدة لتجسّد رؤية رايدر المتمثلة في الاستمرارية، لا الانقطاع. لم يكن هدفه إعادة اختراع Celine من الصفر، بل إعادة ضبط نبضها بدقة بالغة. رؤية تقوم على الاستمرارية لا القطيعة منذ عرض مايكل رايدر الأول، كان واضحًا أنه يدرك قوة الإرث الذي ورثه، Celine ليست دارًا تبحث عن هوية جديدة، بل بيت أزياء راسخٌ في الجمال الفرنسي الموزون. في مجموعته الثانية، بنى رايدر تصاميمه على أسس عمله السابق، لكنه منحها نضجًا إضافيًا. امتزجت الخياطة المعمارية التي أسّسها Hedi Slimane مع لمحات من راحة فيبي فيلو وذكائها البصري. ومع ذلك، كان لرايدر لمساته الخاصة الواضحة: لمسة براغماتية، أميركية، وواثقة بهدوء. ابتعد عن المبالغة والدراما، مقدّمًا تصاميم متقنة تُعبّر عن امرأة تعرف ماذا تريد دون أن تحتاج إلى أن تُثبت ذلك. بين البنية والعفوية: خياطة تحاكي الحركة قامت المجموعة على فكرة التوازن بين الصرامة والحرية، جاءت السترات بقصّات دقيقة تُبرز الخصر بخطوط رشيقة دون مبالغة، ارتدت العارضات جينزًا ضيقًا أو سراويل قصيرة تعكس حركة الحياة اليومية، لتبدو الأناقة وكأنها نابعة من العفوية نفسها.في المقابل، حملت بعض الإطلالات مزيجًا من التناقض الجذاب: قمصان "رغبي" من حريرٍ انسيابي، قمصان بولو تجمع بين الماضي الرياضي والترف العصري، وسترات سهرة ذات ياقة مفتوحة تترك انطباعًا من الخفة الأنيقة التي لا تتكلّف. بدت كل إطلالة وكأنها محادثة هادئة بين الحرفية والراحة، بين باريس الكلاسيكية وأسلوب الحياة العصري المتحرّر. شاهدي أيضاً: مجموعة Celine خريف وشتاء 2024-2025 الخيال يختبئ في التفاصيل ورغم بساطة البناء العام، لم تخلُ المجموعة من لمسات الخيال: ظهرت فساتين قصيرة من قماش البوكليه بطبعات أزهار ناعمة، لتضفي على المجموعة نفحة من الحلم وسط الصرامة المعمارية، كانت هذه اللحظات بمثابة استراحة شاعرية وسط الانضباط البنائي للخياطة. أما الإكسسوارات، فقد جاءت تحت عنوان السخرية الراقية، خوذات ركوب الدراجات المزينة بشعار Celine، تلميح ساخر للحياة الباريسية العصرية المليئة بالتناقضات، لكن ما بدا ساخرًا في الوهلة الأولى، حمل في العمق رسالة عن التكيف مع الواقع المعاصر دون فقدان الأناقة. إكسسوارات تهمس بدل أن تصرخ في حين اختارت بعض دور الأزياء هذا الموسم البريق المفرط، حافظت Celine على لغة الهدوء الفاخر. الحقائب كانت فضفاضة، عملية ولكن راقية، بألوان ترابية دافئة تُحاكي رائحة الخشب بعد المطر. الأطواق بدت كأنها أوشحة ناعمة تلفّ العنق بلمسة شاعرية، أما المجوهرات فكانت تهمس بدلاً من أن تُعلن عن نفسها، في انسجام تام مع فلسفة "الأناقة الصامتة"، كل قطعة إكسسوار بدت وكأنها تقول: "أنا هنا لأكملك، لا لأنافسك". الأزياء الرجالية: الحضور المتكافئ لم تكن أزياء الرجال في هذا العرض مجرد تكملة لأزياء النساء، بل ركيزة متكافئة تُبرز توازن المجموعة.قدّم رايدر بدلات انسيابية وملابس خارجية قصيرة وسراويل مصممة بخياطة ناعمة، تُلائم الرجل الذي يبحث عن الأناقة من دون تعقيد.بدت القطع وكأنها مصممة لرجل عصري يفهم معنى الرقي دون تكلّف، رجل يقدّر الجمال في البساطة والانضباط.كما لفت الأنظار حضور نجوم موسيقى البوب الكورية في العرض، في إشارة ذكية إلى الامتداد الثقافي العالمي لسيلين، وربط بين باريس الأنيقة وعالم الشباب المتجدد. من الاندفاع إلى النضج: مايكل رايدر يرسّخ أسلوبه إذا حمل عرض مايكل رايدر الأول طاقة الوافد الجديد، فإن مجموعة ربيع وصيف 2026 كانت تجسيدًا للنضج الفني.لم يعد يسعى لإثبات قدرته، بل لإتقان لغته الخاصة، أجواء العرض كانت أكثر هدوءًا وأقل بهرجة، لكنها في المقابل أكثر ثقة واتزانًا.استبدل رايدر الفخامة المفرطة بـ رقيٍ متقن، واستبدل الضوضاء بالوضوح.كانت المجموعة بمثابة بيان فني هادئ يقول إن الأناقة لا تحتاج إلى صراخ، وأن التصميم الحقيقي يُقاس بالدقة والانسجام، لا بالإبهار العابر. سيلين الجديدة: أناقة تستمد قوتها من التوازن في ختام العرض، بدت رسالة مايكل رايدر واضحة: إنه لا يسعى إلى ثورة تهدم ما قبلها، بل إلى تطورٍ متأنٍّ يصقل هوية الدار. قدم لنا Celine تنبض بالحياة، معاصرة لكنها وفية لجذورها الكلاسيكية. مجموعة توازن بين الذكاء والحس الجمالي، بين البساطة والتفاصيل، بين باريس الهادئة والعالم الواسع. إنها مرحلة جديدة في تاريخ الدار، حيث تتجلّى فكرة أن الاستقرار، حين يُصاغ بذوقٍ وضبطٍ، يمكن أن يكون منعشًا مثل أي ثورة.بهذه المجموعة، أعلن مايكل رايدر أن عصرًا جديدًا من الأناقة الصامتة قد بدأ، عصر يعرف أن الجمال الحقيقي لا يحتاج سوى إلى أن يُصغى إليه بهدوء. شاهدي أيضاً: Celine تدخل عالم اللياقة بأسلوب فاخر بمجموعة Celine Pilates شاهدي أيضاً: مجموعة Celine لربيع 2022 شاهدي أيضاً: مجموعة Celine خريف وشتاء 2023