في عالم الموضة، غالبًا ما ترتبط مواسم الأعياد بالألوان الدافئة، البريق اللامع، الصور المبهجة، والاحتفالات التقليدية. غير أن ميزون مارجيلا Maison Margiela، البيت الفرنسي المعروف بأسلوبه المفاهيمي والتجريبي، قرّر هذه المرة تقديم قراءة مغايرة تمامًا لمشهد أزياء العطلات.
في حملتها الجديدة، التي صوّرها المبدع فرانك ليبون، لا تظهر البهجة بشكلها التقليدي ولا تتكرر الرموز الاحتفالية الكلاسيكية، بل تقدّم الدار منظورًا جديدًا للعطلات يحاكي روحها عبر لغة فنية تجريدية تخرج عن المألوف وتدفع المتلقي إلى التأمل وإعادة التفكير في ماهية الاحتفال.
الحملة تأتي بلمسات بصرية تدمج بين الفن المفاهيمي والرمزية، وبين الحنين للماضي والخيال المستقبلي. هنا، لا تقدّم Maison Margiela صورًا عادية، بل مشاهد تتداخل فيها المفاهيم، الأقمشة، الأقنعة الحريرية، الإضاءة الفاترة، وقصاصات المعادن التي تتساقط كأنها عاصفة ثلجية من عالم آخر. إنها عطلات، لكنها ليست تلك التي نعرفها؛ بل عطلات منقاة من ضوضاء الزينة ومبالغات البهرجة لتكشف عن جوهر أكثر شاعرية وعمقًا.
عاصفة ثلجية تجريدية: إعادة تفسير الشعار الرقمي
- في قلب الحملة الجديدة تقف "العاصفة الثلجية التجريدية" التي استخدمها فرانك ليبون كإطار بصري يعيد صياغة الشعار الرقمي للدار.
- فبدل أن يكون الشعار عنصرًا تعريفيًا مباشرًا، تحوّل في هذه الحملة إلى حركة، ضوء، وجزيئات معدنية تتحرك في المشهد وكأنها شظايا متطايرة.
- يتلاعب ليبون بهذه العناصر ليخلق حالة فوضوية جميلة، تمثل رحلة في عالم Margiela المليء بالتحولات البصرية والغموض الفني.
هذه العاصفة ليست ثلجية بمعناها الحرفي، بل هي استعارة بصرية عن التحوّل، التجدّد، والانفصال عن القوالب التقليدية، إنها الطريقة التي تعبّر فيها الدار عن طبيعة العطلات كما تراها: ليست فقط احتفالات صاخبة، بل فرصة لإعادة التفكير، ولحظة صمت شاعرية وسط زحام العالم.
الأقنعة الحريرية: رابط مباشر مع مجموعة ربيع/صيف 2026
- تظهر العارضات في الحملة بأقنعة حريرية ناعمة تخفي ملامحهن، كعلامة جمالية ترتبط مباشرة بمجموعة ربيع وصيف 2026 التي قدمتها الدار مؤخرًا.
- الأقنعة هنا ليست مجرد عنصر جمالي، بل رمزًا لهوية Margiela التي غالبًا ما تتلاعب بمفهوم الشخصية، المجهول، وإخفاء الهوية.
- إنها دعوة لإعادة النظر في فكرة الفردية، وفي طبيعة الجمال الذي لا يعتمد على الوجوه بقدر ما يعتمد على الحالة الفنية.
الأقنعة أيضًا تنقل رسالة قوية مرتبطة بموسم العطلات. فبينما تُصوَّر المناسبات عادةً على أنها لحظات تظهر فيها الذات في أقصى مستوياتها الاجتماعية، تقرّر Margiela أن تحكي قصة معاكسة: الاحتفال هنا ليس استعراضًا، بل انغلاقًا على الذات، تركيزًا على الداخل وليس الخارج، وعودة إلى الهدوء بعد عام طويل من الصخب.
لوحة الأزياء: خزانة ملابس بديلة خارج المألوف
- تأتي الصور مصحوبة بخزانة ملابس متكاملة تستعرض من خلالها الدار أفكارها للعطلات، بعيدًا عن الأساليب التقليدية.
- كل قطعة تظهر ليست مجرد تصميم، بل مفهوم فني يندمج في إطار الصورة ليشكّل جزءًا من الحكاية الكبرى:
القطع المحبوكة: دفء بلمسة مستقبلية
- تقدّم الدار قطعتين محبوكتين بتصميم فني، تعكسان دفء العطلات ولكن بطريقة غير مباشرة.
- الأقمشة المحبوكة هنا ليست تقليدية؛ فهي تحمل توقيع الدار المائل نحو التفكيك وإعادة البناء، وتتميّز بخطوط غير متناظرة تضيف شعورًا بالحركة حتى في السكون.
الفساتين بقصّة مائلة
- الفساتين التي تظهر في الحملة تعتمد القصّة المائلة، وهي إحدى أكثر السمات المميزة لأسلوب Margiela.
- المظهر يبدو وكأن القماش يتبع حركة الجسد بصورة حرة، مما يخلق توازنًا بين الأنوثة الفنية والحداثة.
الفساتين المعدنية: بريق من نوع آخر
- الفساتين المعدنية التي تظهر في الصور ليست مجرد صيحة احتفالية، بل جزء من الهوية البصرية للحملة.
- البريق هنا ليس احتفاليًا كما نعتاد، بل انعكاسًا لضوء العاصفة التجريدية، وكأن المعدن في الفستان يتجاوب مع قصاصات المعدن في المشهد.
شاهدي أيضاً: مجموعة هدايا Tiffany & Co. للعطلات من لورين سانتو دومينغو: عندما تلتقي الفخامة بالشاعرية
الروب الحريرية القابلة للعكس
- واحدة من أكثر القطع إثارة في الحملة، حيث تمثّل فلسفة Margiela في اللعب مع المفهوم، والتصميم المُتعدّد الوظائف.
- يمكن ارتداء القطعة على الوجهين، في إشارة إلى فكرة الازدواجية والطبقات التي تتكرّر دائمًا في عالم الدار.
المعطف الأيقوني: "التقنية المضغوطة والمغطاة بورق الألمنيوم"
- لا يمكن الحديث عن هذه الحملة دون التوقّف عند قطعة أساسية تكرّرت في الظهور: معطف الترنش المصمّم بتقنية “المكبس والرقائق المعدنية”.
- هذه التقنية التي اشتهرت بها Margiela تمثل فلسفتها في إعادة تخيّل القطع الكلاسيكية.
المعطف هنا يبدو وكأنه قطعة خرجت من عالم مستقبلي: خامة تعكس الضوء، ملمس غير مألوف، وسطح يشبه مزيجًا بين النحت والتصميم العملي. إنه قطعة تقول الكثير، حتى عندما تكون الصور صامتة.
إكسسوارات Margiela: عالم آخر داخل الحملة
- تعتمد Maison Margiela على الإكسسوارات لتكميل رؤيتها.
- وتقدّم في هذه الحملة مجموعة استثنائية تُعدّ امتدادًا للفلسفة المفاهيمية للدار.
حقيبتا 5AC Soft XL و5AC East-West Small
- هاتان الحقيبتان، اللتان تُعدّان من أشهر تصاميم الدار، تظهران في صور الحملة بأحجام مختلفة.
- لكن الأهم هو طريقة تصويرهما: موضوعة في إطار بصري يعكس الضوء المعدني للعاصفة التجريدية، مما يمنحهما طابعًا أكثر دراماتيكية.
شاهدي أيضاً: مجموعة عطلات Ferragamo 2025: فخامة تحتفل بالمشاعر
أحذية Tabi المعدنية
- أيقونة الدار الأشهر، Tabi، تعود هنا بنسخة معدنية تعكس الضوء وتبدو جزءًا من البيئة التجريدية للحملة.
- الحذاء يتحوّل إلى قطعة نحتية، كما لو كان امتدادًا للهواء المحيط.
سوار Numeric Twisted Diamond Cuff
- قطعة مجوهرات تحمل طابعًا مفاهيميًا بامتياز.
- تصميمها الملتوي والرقمي يعكس رؤية الدار للمجوهرات كأعمال فنية، وليست مجرد إكسسوارات.
قلادات الحقائب ومجموعة الإكسسوارات الثانوية
- تقيم الدار حوارًا بصريًا بين الأقمشة الحريرية، المعادن، والألوان الفاترة.
- مما يمنح الإكسسوارات حضورا قويا رغم صغرها.
الابتعاد عن الاحتفال التقليدي والدخول إلى عالم Margiela
- الصور الجديدة ليست مجرد حملة، بل رسالة. فبينما تعتمد دور الموضة الأخرى على الألوان الدافئة، الأشجار المزينة، أو الأجواء العائلية.
- تقدّم Margiela قراءة فنية مختلفة للعطلات، قراءة تستدعي التأمل وتبتعد عن الرموز الجاهزة.
إنها دعوة إلى النظر للعطلات بوصفها لحظة إنسانية بحتة، لا تحتاج إلى الكثير من الزينة لتكون مؤثرة.
بين الفن والموضة: ما الذي تقدّمه هذه الحملة؟
تنجح Maison Margiela في تقديم حملة تجمع بين عدة مستويات من القراءة:
- قراءة جمالية: تعرض صورًا فنية تدمج بين النقاء والغموض.
- قراءة رمزية: تحكي عن العطلات بلغة جديدة.
- قراءة مفاهيمية: تستعيد رموز الدار مثل الأقنعة، اللاتناظر، والتلاعب بالخامات.
- قراءة تسويقية: تقدّم أبرز قطع الموسم بطريقة غير مباشرة، لكنها محفّزة بصريًا.
وفي نهاية المطاف، ما تقدّمه الحملة هو تعريف جديد للأناقة، ليس الأناقة التي تُقاس بالبريق واللمعان، بل تلك التي تُصنع من الفكرة، الصورة، والهوية.
Margiela رؤية لا تُشبه أحد
من خلال هذه الحملة، تثبت Maison Margiela أنها ليست مجرد دار أزياء، بل عقل فني يبتكر ويعيد بناء كل ما نعرفه، إنها رؤية تُعيد صياغة العلاقة بين العطلات والموضة، بين الجمال والرمزية، بين الاحتفال والهدوء.
وبين العاصفة الثلجية التجريدية، الأقنعة الحريرية، الأقمشة المعدنية، والإكسسوارات المفاهيمية… تنجح الدار في تقديم عطلات مختلفة، عطلات تُشبه الفن أكثر مما تُشبه الاحتفال، وتقدّم لنا عالمًا بصريًا يلامس الخيال ويعيد تعريف معنى الفخامة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
